"بين هذا وذاك أسير، تتخبطنى الأشياء وترمى بى المشاعر كما ترمى الريح بورق فى الشارع، أنا كمركب شريد، شرد عن مساره، واستلمته الأمواج بلا هوادة، فهى تقذفه شرقا وغربا، لا يعرف له وجهة محددة، ولكن كيف أكون بذلك البؤس!! أنا شاعر وكاتب!! يكتب عن مشاعر الناس وهمومهم ويحل مشاكلهم، كيف يغرق هو بمشاكله!! يرانى الناس فيقولون "أنت محظوظ، أنت تكتب عن الحب، لعلك محط أنظار الجميلات"، وكأننى هارون الرشيد فى عز شبابه!! هم يرون منى ما يريدون هم أن يروه، ولكن العاقل المدقق فى وجهى سيعلم كيف يجنى الزمن على الإنسان! وجهى أكبر من سنى كثيرا، حتى أننى أصبحت بوجه أقرب لوجه رجل ثلاثينى.. وأنا لم أتخطى العشرين!
والغريب أن هناك أشخاصا يقولون لى"كيف يكون لشخص صغير منك كل ذلك الوقار، وكيف تفرض احترامك على من أمامك، أنت مدهش حقا"، يمكن أن يكونوا على حق، ولكن هل أنا بملامحى مخيف فعلا!! لا أتحدث فى خلقة لأنها خلقتى وهبنى إياها الخالق الذى بدأ كل الخلق وصوره بتدبيره وقدرته، ولكننى لا أعلم كيف يرانى الناس، فلست ساحرا اقرأ الأفكار!! أنا شخص غريب فعلا ، لكننى شخص حى، سأبقى ما شاء الله لى أن أبقى فى هذه الحياة، أرى هذا وأرى ذاك، وبين هذا وذاك أسير، لست أسيرا لأحد، يكفينى شرفا إننى حر أكتب ليقرأ كلامى الناس كما تفعل أنت الآن يا عزيزى.."