والمجد كُل المجد لهؤلاء الذين ينعزلون حين يعصف بهم مزاجهم المُتقلب، الذين يُحبونَ أن لا يرى الآخرين إلا جانبهم المُضيء خشية أن تُؤذي عتمتهم أحد، المُمتلئينْ بأنفُسِهم حتى الاكتفاء البُسَطاء العاديين الذين لا يلفتون نظر أحد إليهم ولا يحاولون حتى .. سلام عليكم طبتم من الوجع آمين.
وبينما أنتِ تُضمدي جُرحكِ كُل ليلة, أحدُهم يظُن أنكِ لم تُجرحى قط من صلابة مظهركِ, ولا يعلم أنكِ تحتضنين كُل يوم نفسكَ بنفسكَ وتُرددين أنا بخير.
ومن سَيُصَدُّق أن حروباً كثيرة تدور داخكِ وأن بصدركِ مُدناً إنهرتْ بأكملهَا, وأنكِ لا زلتِ بعد كُل هذه الهزائم واقفه على أقدامكِ !
ويصطحبُكَ دوماَ هذا الشُعر المُخيف شعور أن تواجهى موجة ضخمة بداخلك, ولا تستطيعى إخبار أحد عنها ليُنقذكِ أو يَحضُنكِ ويُكفف دمُوعكِ الحارة .
ثُمَ تصطفي الصَمتَ وأنتِ لديكِ من الكلام ما يكفي لصُنع طوفان, وتعلمى مُؤخراً أنَ كُل مَا فيكِ من شَتات سَببهُ هو أنكِ تَظاهرتِ باللامُبالاه عِندما فهمتِ وابتسمتِ عِندما كان يجب عليكِ أن تَبكى والتزمتِ الصمت وقت الكلام.
ثُمَ يبتليكِ الله بهشاشة قلب ورقة روح أدنى كلمة تؤثر بكِ وتُبكيكِ وتُحدث شرخاً عظيماً فى أعماقكِ المُحتله وأغنية تهزّ كيانكِ, وذكرى بسيطة قادرة أن تُدميكِ, وحفنه حنين قادرة أن تُبكيك, وتبحثين عن الحُزن فى كُل شىء, فى الأغانى فى الكُتب فى الاقتباسات, تُريدى أن تُطمئني نفسكِ أنكِ لَستِ وحدكِ الحزينة وكأن حُزن غيُركِ مواساة لحُزنكِ .
ثمَ يتعجب البعض منكِ ويتساءل ما الذى حدثَ لكِ وجعل قلبكِ صلباً إلى هذا الحد؟ وأنتِ التى لم تمسّ يداكِ أى شىء يوما إلا وصار زهرة .
وبعد فترة تبدئين بتقبُل هزائمكِ برأس مرفوع وليس بحُزن طِفل وتزرعى حديقتكِ ورداً بدل انتظار أحدهم ليُهديكِ وردة وأنت وردة .
فـكونى بالله عليكِ لجُرحكِ الملاذ الذى يسترها من العراء وكوني لروحكِ المأوى حين تخذُلها كُل الأوطان.