أهالى محافظة المنوفية وحدهم والأدق أن نقول سكان شبين الكوم؛ يعلمون مدى خطورة جبل أبو خريطة، أو كما يسمونه «جبل الموت»، ذلك التل الكبير للغاية والقائم من١٩٨٠ بمنطقة العزبة الغربية قبلى عاصمة المنوفية.
هذا الجبل يحوى آلاف الأطنان من المخلفات، توالت حكومات وتعاقب مُحافظون ورؤساء للحى، جميعهم فشلوا فى إنهاء ذلك الكابوس الذى ظل يُطارد أطفال وشباب ونساء المنطقة، أمراض الصدر المزمنة سيطرت عليهم ..
أتذكر أن المهندس أحمد شيرين فوزى، مُحافظ المنوفية الأسبق، بعد أن تولى مهام المحافظة بحوالى شهر ونصف ، قال نصاً «أنه جاء ليقضى على أبو خريطة»، ولكن الواقع قال أن وعوده تبخرت، ومضي شيرين حتى انتهت مدته، وجاء الأخير الدكتور هشام عبدالباسط المتهم بقضايا تربح وظيفي ورشوة، ليُعلن هو الآخر عن إنهاء كابوس تل القمامة الكبير، إلا أنه ذهب وظل تل القمامة.
بعدها تولى مهام المحافظة الدكتور أيمن مختار السكرتير العام، والذى جاء من وظيفته بأسوان منذ ما يزيد عن عام، ليُعلن أن هناك بروتوكول تعاون بين المحافظة ووزارة التنمية المحلية مُتمثلة في اللواء أبو بكر الجندي ووزارة البيئة مُتمثلة في الدكتور خالد فهمي، من أجل «مقلب أبو خريطة».
مر الخبر على أذهان المنايفة مثل الأقاويل التى سبقته، ليفاجأ سُكَّان العزبة الغربية بزيارة لـ أبو بكر ومختار للإعلان عن عملية البدء فى القضاء على ذلك التل المُخيف، فى سابقة فريدة من نوعها على مدار تاريخ 12 مُحافظاً تعاقبوا على إدارة المحافظة منذ 1980.
لم أُشر إلى أن مختار «سبايدر مان»، أو أن «أبو بكر وخالد» وفروا ٢٢ مليون جنيهاً بسهولة، ولكن لهؤلاء الثلاثة فضل كبير للغاية فى عملية القضاء على أبو خريطة، جميعهم بأجهزتهم الإدارية وبخطة الدولة تعاونوا ونجحوا فى مدة لم يتوقعها أحد، حيث استمر العمل داخل المقلب لمدة 39 يوماً فقط لا غير.
وها هو اليوم يشهد اختفاء مقلب أبو خريطة للأبد، وإنشاء مصنعاً لتدوير القمامة بالمنطقة بتكلفة 40 مليون جنيه، فشكراً لهؤلاء الثلاثة على جهودهم الواضحة تجاه «أبو خريطة».