أرى دائمٱ كلمة ( جيش) مرتبطة ارتباطا وثيقٱ بشكل مباشر جدا بأحد مكونات الدولة، أرى عبارة (الجيش المصرى) لا يمكن استبدالها بعبارة (جيش مصر)، الجيش السورى لا يمكن استبدالها بجيش سوريا، الجيش الأردنى لا يمكن استبدالها بجيش الأردن.
أقول دائمٱ جيشنا أو جيشهم أو جيشى، لأنه مكون متداخل جدا مع كل مكونات كل الأوطان، وعلى وجه الخصوص أفراد الشعوب فردٱ فردٱ، فيقول الواحد منا (جيشى) أو (جيشنا ) ولا يقول ( الجيش )
أشعر بسعادة بالغة عندما أرى عسكرى جيش فى أى مكان، حتى لو كان ماشيٱ فى الشارع وبعيد عنى، لا أشعر بأى نوع من أنواع القلق، ان تحدثت أو جلست إلى ضابط جيش أو عسكرى جيش من بلدى فى أى مكان، سواء مؤسسة تابعة للجيش أو فى الطريق أو فى أى مجلس، بل أشعر بالراحة لوجودهم بالقرب .
لا أجد أى قدر من الاحتمال، للنقاش أو الجدال، فى أمور تخص الجيوش الوطنية لأى دولة، وبالأحرى جيشى المصرى .
أتفق أحيانٱ كثيرة مع انتقاد اداء الحكومات المختلفة، ولكن لا اختلاف على الجيوش الوطنية التى تعمل لصالح شعوبها .
كم كنت أتصور أن الحوارات والنقاشات واردة فى كل الأمور المتعلقة بأخبار العالم والموضوعات السياسية، إلا الجيش، إما يكون الحديث ايجابيٱ موضوعيٱ، وإلا لننهى الحديث، بمبدأ ( جيشى أهم أعمدة دولتى)، نقطة ومن أول السطر .
أعجبنى رد الشيخ الحبيب على الجفرى عندما سألوه فى أحد اللقاءات؛ هل أنت مع أم ضد ثورات الربيع العربى؟ ، فأجاب إجابة مركزة ومحترمة جدٱ، قال: أنا لست بسياسى ولا أحب أن أخوض فى الأمور السياسية، ولكن فى أى مكان فى العالم، عندما تتحول ثورة ما إلى هجوم على جيشها، فهذا أمر لا اختلاف عليه، وأنهى الحديث عند هذه النقطة .
فأداء الحكام والوزراء والحكومات المتعاقبة، يمكن الخوض فيه والتعقيب عليه والتعليق على عمله، أما حينما تثبت المواقف جميعها، أن جيشك وطنيٱ ويعمل لصالحك ولصالح بلدك، فليس مقبولٱ ساعتها التعليق على أعماله وأدائه فى وسائل الإعلام المحلية والعالمية أو الاستهزاء به أو مهاجمته بأى صورة كانت، وهذا الأمر بديهى لأى دولة متماسكة ثابتة تسعى للأفضل .
أما أن يهاجم مواطن جيشه، فهذا غير منطقى وغير مقبول من وجهة نظرى، ويحتاج من صاحبه إلى الكثير من مراجعة النفس والأفكار المختزنة التى وصلت به إلى محاولة هدم بيته بيده !
هذه المقالة لا تعبر عن آراء سياسية وليست بداية لنوع جديد من المقالات ولكنها فقط فكرة بديهية وملحة جدٱ .