فى إطار رؤية مصر 2014/2030؛ تطلع وزارة التربية والتعليم كغيرها من الوزارات إلى تنفيذ إصلاحات شاملة فى المكونات المادية والبشرية للمنظومة التعليمية التى تتمحور حول الطالب، ومما لاشك فيه أن المعلم يلعب دوراً رئيس فى أى تطوير أو تحديث يتم التخطيط له فى مختلف الأنظمة التعليمية؛ بالرغم من ذلك نجد أن هناك بعض القصور يتضح فى محاولات التطوير السابقة حيث لم يتم التركيز على مكون غاية فى الأهمية وهو "الضمير المهنى للمعلم" حيث لم توجه آليات محددة ومقصودة لإيقاظه ليقوم بوظيفته كبصيرة داخلية للمعلم تجعله يفرق بين ماهو مقبول ومرفوض والصحيح والخطأ. وتستقى هذه البصيرة وتنمو من روافد متعددة تتمثل فى الوعى بالأخلاق والدين، والأعراف المجتمعية، والمعايير القومية للتعليم، وأخلاقيات المهنة.
ويتضح جلياً مظاهر غياب الضمير المهنى للمعلم فى بعض التعديات والانحرافات على سبيل المثال لا الحصر العنف اللفظى والجسدى ضد الطلاب، تسهيل عمليات الغش فى الامتحانات، التحيز لأفكار دينية أو سياسية متطرفة ومحاولة قولبة عقول التلاميذ فى حيزها وغرسها بداخلهم، والدروس الخصوصية وما نتج عنها من إهدار
أموال من ناحية ومن ناحية أخرى اهمال التعليم داخل أسوار المدرسة؛ لذا لابد من إعادة النظر فى كيفية أن يكون
للمعلم ضمير مهنى يقظ يساهم فى عمليات الإصلاح التعليمى. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنه يوجد أيضاً معلمون
شرفاء يؤدون عملهم وواجبهم الوطنى على أكمل وجه بدون تقصير قدر الإمكان وحيث كان ذلك ممكناً.