علامات تدل على قدومه , ريح خفيفة تهب فجأة , قد يسكن الجو فيصبح الهواء خانقاً لا يُطاق , نسمع عويلاً يأتى من لا مكان .
يأتى وبين يديه اسراب من بوم , غربان سود , تحط على الأشجار الجرداء منذ زمن , تستوطن أعمدة الإنارة التى فقدت الحياة منذ أن ارتفعت بقامتها عن الأرض , بقيت شاهدة على ما لا يُعقل .
لا نعرف له اسماً أو رسماً , فقط ما رواه الأقدمون , حكته لنا العجائز من النسوة , قيل جاء مع أول قافلة حملت بشراً , دواب لهذا المكان , رأيناه نذير شؤم , يحمل معه البؤس و الفاقة , سويعات , ربما أيام ثم ينصرف , ينقشع الضباب , يحلً فراغ كبير , فيستبشر القوم برحيله ,ينتظرون على أحرّ من الجمر خيراً وفيراً ساعات , ربما تطول لأيام, حتى تهب ريحُ خفيفة .