"إنَّ قوة الدولة وتقدمها العمرانى "الحضارى" لا يُقاس بمقدار ما يتوافر لها من معادن وموارد، وإنَّما يكون نتيجة لقدرتها على الإنتاج الذى يجلب لها تلك المعادن والموارد" تلك كانت عبارة من مقدمة ابن خلدون فى علم الاقتصاد، بالفعل هو الحل للحالة الاقتصادية لبلدنا الحبيبة التى تعانى من تخبط وارتباك بل وضعف، حيث أصبحنا نستيقظ على أزمة تلو الأخرى من ارتفاع أسعار وغلاء فاحش إلى أزمة دولارية وكساد سياحى وتأثير ذلك فى خلق بطالة وسوء أوضاع معيشية، أصبحنا فى حلقة مفرغة تعيدنا من أزمة إلى أخرى بغطاء سياسى هش لا يقوى على التنمية والإصلاح بقدر ما يقوى على إثارة الضجة الإعلامية والتسويق لمشروعات لا تعكس اى مصداقية أو مصلحة حقيقة.
ما تعانى منه بلدنا ليست إشكالية لنقص موارد طبيعية بل أعمق من ذلك، فهى أزمة إنتاجية حيث أن الإنتاج والعمل الجاد هو الحل، فكم من بلدان ليس لديها موارد ومع ذلك من دول العالم المتقدمة كاليابان وغيرها، فالإنتاجَ الإنتاج وإعطاء الفرص للأفكار العلمية والاقتصادية والمالية الخلّاقة لضخ عجلة الإنتاج ولكن بنوايا إصلاحية حقيقية وليس إثارة فرقعة إعلامية لإغراض سياسية.
آن الأوان لأن نعمل كنسيج واحد داخل المجتمع، وأن نفيق من حالة الخلاف الداخلية والشماتة فى أوضاعنا الاقتصادية فنحن جميعاً شعب مصرى واحد، وإتاحة الفرصة لجميع أفراد الوطن دون تخوين لأى طرف، فمصر دائماً وستظل جسد واحد مهما عظمت الفتن، فسواعد أبنائه قادرة على تخطى أى أزمة أو حالة اقتصادية بإرادة وقوى وطنية حقيقية، وليس بالاعتماد على المساعدات الخارجية، بل (بسواعد وطنية) فكما قال نابليون "بالإرادة والعزم نقهر المستحيل".
العمل والإنتاجية بإخلاص للوطن هو رأس الحالة الاقتصادية التى تحقق التنمية الحقيقية حباً فى تراب الوطن وارتقاءً بالمعيشة الإنسانية للجموع المصرية التى كانت مصدر للحياة البشرية العالمية بهبة من الله بمياه نيله وعلى يد بنى الله يوسف عليه السلام .