الدول الآن أصبحت تمتاز بالنضج أكثر، وباتت بها العديد من المؤسسات التى تتخذ الحكمة والتروى منوالاً لها، فلا أمر يُأخذ بعنجهية أو بتحيز لموقف.
هناك قوى عاتية فى هذا العالم لديها قدرات عسكرية مهولة تتخذ من القوة والبطش وفرض الأمر الواقع طريقاً لها فى مُخاطبة العالم، وعند حدوث أية أزمة فى أى منطقة ساخنة فى هذا العالم، تجد أنها تُلوح بالحل العسكرى .
ولوضع موطئ قدم لهذه الدول فى أية بؤرة من هذا العالم، قد يتكلف الأمر مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن كميات القتل الكثيرة والتشريد، لأسر لا ذنب لها ولا نصب .
وقانون هذا الكون الطبيعى أن كل فعل يعقبه رد للفعل فتجد الدولة محل النزاع والصراع تصرف المليارات هى الأخرى لرد هذا العدوان الجارف ، الأمر الذى يضر مصالح ومعايش شعوب قائمة ويضرب اقتصادها فى مقتل .
لكن مع وجود الحرب والظلمات تظهر وتبزغ شمس الدبلوماسية للدول المحبة للسلام فتشد الوثاق على العمل قُدُماً نحو إنهاء حالات التوتر، وتسيير مراكب الاقتصاد نحو الدول التى تشتكى حبساً فى الاقتصاد، وعُزلة عن التجارة الحرة مثلها مثل باقى دول العالم.
دول هذا العالم بحاجة للتذكير المستمر بقوة الطرق السلمية فى فض النزاعات فى هذا العالم، وكم لهذه الطرق من حل ساحر، وثمن زهيد، وراحة كبيرة لشعوب ودول وأمم، وهو ما نسير نحن فى اتجاهه مهما تعددت الاتجاهات ومهما كثرت المصالح .