ومازلنا بانتظار بدر السماء المرتقب وهو هلال العيد وقد أصبح هلالا يسر الناظرين إليه معلنا بدأ أول أيام عيد الفطر المبارك ليحصل المسلمون على (الجائزة الكبرى ) ويعتق من النار الكثيرون ممن اجتهدوا وعملوا وأخلصوا فى عبادتهم لله الواحد الديان خلال شهر رمضان , وتمضى أيام رمضان مسرعة كعادته وقد أعفى الله الكثيرين منا وغفر لهم ذنوبهم واعتق رقابهم من نار كانت تتوعد لهم , فوقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين, قال تعالى : (…. فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)البقرة) .
وفى شهر رمضان ليلة بألف شهر هى ليلة القدر , تتنزل الملائكة والروح فيها بكل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر , يلبى الله فيها جميع الدعوات، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِى حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (صدق الله العظيم .
وأدعو الله أن ندركها جميعا فقد قال لنا رسول الله :( تَحرُّوا ليلةَ القَدْر فى العَشْر الأواخِر من رمضانَ) رواه البخارى ولعلها تكون الليلة فأكثروا من الدعوات الطيبات لعل الله يتقبلها منكم جميعا إن شاء الله رب العالمين.
ومن هدى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلى العيد فى مصلى العيد ولم يصلى بالمسجد إلا مرة واحدة أصابهم مطر فصلى بهم العيد بالمسجد , وكان يلبس للعيدين أجمل الثياب وكانت له حله يلبسها للعيدين وللجمعة , وكان يظهر زينته فى جمعه وأعياده , وكان الرسول الكريم يأكل قبل خروجه للصلاة فى عيد الفطر تمرات فيخالف بذلك ما كان يفعله فى رمضان من صوم , وكان يأكلهن وترا وكان يخرج للصلاة ماشيا ويصلى خارج المسجد ليستعلن بهذه الشعيرة التى يندب حضورها للرجال والنساء والأطفال فى أبهى زينة , ومن سنته صلى الله عليه وسلم أن يؤخر صلاة الفطر ويعجل صلاة عيد الأضحى مكبرا من بيته إلى المصلى, ودعانا بتزيين أعيادنا بالتكبير .
والعيد يسمى فى السماء ( بالجائزة الكبرى ) قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا أغدوا يا معشر المسلمين إلى رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم , فإذا صلوا نادى مناد: ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين إلى رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم فى السماء يوم الجائزة ) رواه الطبرانى فى الكبير , وكان الرسول بعد صلاة العيد يخطب قائما على الأرض يعظ الناس ويذكرهم بتقوى الله ويحثهم على الصدقة .
ومن شعائره أيضا صلى الله عليه وسلم أنه كان يذهب لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر وكان لذلك حكما كثيرة منها السلام على أهل الطريقين وينالا البركة ومنها أنه يقضى حاجة من له حاجة منهما وإظهار شعائر الإسلام فى سائر الطرق ومنها أيضا إغاظة المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام ومنها كثرة شهادة البقاع للمصلين فإن الذاهب إلى المسجد , إحدى خطوتيه ترفعه درجة و الأخرى تحط عنه خطيئة حتى يرجع إلى منزلة .
فلنحرص جميعا أن نقتدى برسولنا الكريم لنفز بسعادة الدارين الدنيا و الآخرة ونفوز أيضا بالسعادة فى الحياة البرزخية بين الدارين حياة القبور , فالقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار , وأدعو الله أن نفوز جميعا بالجائزة الكبرى , وكل عام وانتم بخير .