قيل إن مرضا أصاب عينيه، قبيل مرحلة الصبا، فانطفأ نورهما مبكرا، يضع نظارة سوداء سميكة لا تغادره ليل نهار، أن كان بعض المتنمّرين يقسمون بزيف عماه، أنه يتخذنا هزوا، تنطّعا على خلق الله، علّلوا فريتهم بأنه يجدُّ فى سيره ليل نهار بالشوارع الجانبية، لم يصطدم مرةّ أو يقع فى حفرة مما تمتلئ بها تلك الأزقة.
مبعث الحيرة، تلك الساعة التى يرتديها تضفى عليه مع نظارته رونقاً أسطوريا، ساعة تقليدية، غير أنها بدون عقارب، فقط ميناء ملساء خلت من أحجارها.