تدافعت كل الآراء أمام رأيها وكأنها حينما باحت به ارتكبت اثماً وكأنها أضحت لا تجيد فن الاختيار وأن آراءها تنم على سذاجتها وقلة حيلتها صراع يدور داخلها لا أحد يدرى معنى بكاء الروح، حيث أصبح الصمت لغة أقوى من أى حوار فالحوار يؤول إلى معركة؛ الفائز فيها لصاحب الصوت الأعلى وصاحب التوقعات المستقبلية الأكثر تعاسة باتت الأيام تخيفها وباتت الأحلام تراودها ولكنها شبه مستحيلة لا أحد يشعر بحجم آلامها لا أحد يعى أن المشاعر ينبغى أن تراعى ويؤخذ لها حساب الجدال يؤرقها ويجعل منها إنسانة منهكة لا تقدر على أن تبدى برأيها لا تقدر أن تواجه المجتمع فرأيها مرفوض بل ليس له أى محل من الإعراب كل هذا لانها أحبت يوماً بل عشقت وتتساءل هل الحب عيبٌ ولماذا كل تلك الردود التى تتسم بالعنف هذا اختيارها مبنى على لغة العقل قبل القلب فإذا اخفق القلب رجح العقل وإذا اخفق الاثنان رجح الاحساس واحساسها لا يخفق ابدا وكيف يخفق وهو نابع من صدق مشاعره وتفانيه فى اسعادها ورؤية الفرحة تغمر عينيها كيف حكمتم على هذا بالعشق الممنوع ؟ وكيف يمنع ما خلق على الفطرة وحب الخير لا احد يقدر حجم اشتياقها لا احد يقدرها وكأن رأيها من عدم حتى لو كجبر خاطر اعطوا لها الفرصة لكى تتأكدوا من يقينها فى اختيار أمورها فالممنوع مرغوب والعشق الممنوع مرغوب فيه فلا تتركوها وترحلوا وهى مازلت غامرة فى دموعها اتركوها وهى ليست حائرة فمازالت تتألم فهل هذا ما ترونه صواباً بل هذا عقاب وتعذيب فالورد قد ذبل والعمر قد فنى وعشقها ممنوع واختيارها مرفوض إلى متى؟