بعد أن تدبّرنا الأمر جيداً، أعددنا العُدة، حسبنا كل خطوة، أدركنا بثاقب نظر تأثير كل تصرف، عقدنا النية على عقد اجتماعنا صبيحة اليوم التالى، وزّعنا المهام كما نفعل كل مرّة، عدا تلك الأخيرة، إذ بدت على بعض الوجوه مسحة من تفكير هكذا ظننت الأمر، إلى أن تململ كثيرون، فرغب منهم من رغب فى التوارى قليلاً بزعم أن الضوء العالى يغشى عيونهم، حذّرهم الأطباء مغبّة ذلك.
آخرون كانوا أكثر صراحة، فأعلنوا بنزعة صوفية زهدهم فى كل شيء، قرروا أن الأمر انتهى وينبغى أن يرحل من يرغب باحثاّ عن طريق آخر.
عُدت مهموماً كدراً آخر اليوم، عرجت على صديق حكيم، أشنّف أذنيه أحياناً بسخافات الحياة، طرحت عليه ما حدث، فقال: لكل سلعة ثمن.