"أكل العيش مُرّ " عبارته المفضلة , مأثورته التي يلقيها في وجوه السائلين , المتطفلين فيُفحمهم , يئد أي حديث.
لم يخجل من سرد تفصيلات عمله الشاق حسب زعمه , إذ يبدأ يومه مبكراً قبل أن تغادر الطيور مهاجعها , يصحوا فتبدأ الكلاب في النباح دون أن ندري إن كان ذلك ترحيباً أم سُخطاً .
ينطلق إلى عمله , حبل مشدود من طرفيه بين سطحي بنايتين شاهقتين , بيده عصا يتجاوز ارتفاعها ضعف طوله , يتمتم في سره بكلمات لعلها دعاء أو توبة نصوح , يمسك العصا بكلتا يديه بعد أن يزنها بالهواء , يسير بتؤدة على الحبل , عيناه ترقب الطرف الآخر ,
مع كل خطوة يتصاعد الأمل بداخله ببلوغ الغاية , بالأسفل يتكوّم الناس ما بين أهل , جيران , آخرون لا نعرفهم , منهم من يدعو في سره بنجاته , بعضهم يمضغون الهواء تحت أضراسهم و رجاء كبير يموج في صدورهم بقرب زوال الُغمة.