إنتعشت صناعة الشواحن وراجت حركة شراءها بالأسواق هذه الأيام ، وأصبح من الطبيعى أن يهرع المواطن إلى شحن كل شيء بالكهرباء ، هواتف وفوانيس ولمبات كهربية تضيء عند إنقطاع الكهرباء ، حتى لعب الأطفال يتم شحنها حتى يمكن للطفل أن يلعب بها فى أية لحظة ، كذلك الأمر بالنسبة للكثير من الأجهزة المنزلية التى تعمل بالبطاريات !
وبات كل مواطن اليوم يحمل شاحنه الخاص ، ومثلما يركض بإتجاه ( برايز) الكهرباء لشحن جميع أجهزته لكى تعمل فى الوقت الذى يريده ، يحاول أيضا" شحن الأمل كى لا ينخفض مستواه فى هذه الظروف ، فقيمة المرء الآن تقدر بكمية الكهرباء المخزنه وسعادته تقاس بمخزون الفولت أمبير الذى يخزنه فى أحشاء بطاريات أجهزته !
الطريف أنه كلما وليت وجهك شطر أى مكان بالأسواق تجد زبائن لا خيار أمامهم سوى شراء شاحن تماشياً مع متطلبات الزمن المعاش ، وإنسجاماً مع القول المأثور ( أن تشحن لمبة خير من أن تلعن الظلام ) !
فكرة الشحن هى الأجدى فى هذه الأيام ، لذلك يتمنى المواطن إختراع ( شاحن ) للرواتب ، لكى يستطيع الراتب الإستمرار إلى آخر الشهر ، وشاحن لبطاقة التموين ؟! ، فموضوع الشحن يبدو عملياً فعلاً ، فماذا لو فكر علماء الصناعه وجهابذة المخترعين وأساطين التكنولوجيا إختراع شاحن للسعادة ، وآخر للأمل ، ولو بالإمكان لو تم إختراع شاحن إبتسامات مثلاً ، يستخدم لفك تكشيرة الوجوه الكئيبه التى نقابلها فى الشارع وفى الأسواق وفى العمل لكان ذلك أفضل إختراع على الإطلاق !