أرجُوكِ سَامحيه فلاَ تَعلمى من الذى أغضبهُ وأشعل ناره.. وكَظَمَ ألف مرة ومرة غيظهُ ولم يَقولُ لكِ مَاذا حدثَ لهُ أثناء مِشواره.. تَكفيهِ حبيبتى ظُلمات الدُنيا كُلهَا فلاَ تَكُونى بِربكِ ظُلمة داره
أرجُوكِ سَامحيه يامُهجة القلب ولاتترُكيه يَبكى وحيداً فى جَوف الليل ظُلم البشر وأنتِ روحهُ وغرامهُ وكُل أسراره
أتَعلمينْ واللهِ هو يَهرعُ من الجميع خَوفاً، ويأتيكِ مُحتمياً لتكُونى أنتِ الوحيدة من بين البشر بجواره هو الذى لم يَعترفُ بقرار واحدا إلا وأنتِ كُل أمره وقراره.. طمأنيه وخُذيهِ بين أحضَانكِ فأنتِ الوطن كُلهُ وبحاره..
هذا المُسّافر فى الحياة هو أول البَاكينْ إذا تَذكركِ فى أسفاره يَجلسُ فى مَقعد المُغتَربين مُتّكأ على وجعهُ ويُطمأن نَفسهُ بأبيات من أشعاره.. وَعينَاهُ غائرتان من وجّع السنين فما أتى زمن ولا ولىَ إلا دار بِمداره.. هو الذى سَعى شَرقاً وغَرباً ليُسَعدُكِ ويُبشرُكِ بالخير دَوماً كَما بُشرَ يُوسفَ بيعقوب وبُشرَ بالفرح زَكريا بعد غيابٍ طال إنتظاره.
أرجُوكِ سَامحيه فَسنينْ العُمر لن تَدوم طويلاَ.. حتَى وإن شَعُرتِ بألمٍ فلاَ تَحزنى وكُونى كالصباح إذا بدىَ ترى لهُ وجهاً راضياً وجميلاَ، وإذا مَنحتيه حُباً فأرجوكِ لا تَتمننى عليهِ بهذا حتَى وإن كان الوفاء منهُ قليلاَ وبالله عَليكِ لاَ تَترُكِ أُذنيكِ للذى يُهدد أمن بَيتكِ ويقول قال وقيلاَ..
هؤلاءِ يا حبيبتى لا يُحبونَ سَعادتُكِ وإن قالوا فى حَقكِ أعظمُ قيلاَ.. هؤلاء يَجلسّونَ على استحياءٍ ويُنصتُونَ لكُل مسَاوئكِ وكَأنهُم أم تُخَفِف عَنكِ وهُم أَضل تَضليلا.. فـ خُذى قرارُكِ وحسمى أمرُكِ حتى وإن جفاوكِ دهراً كاملاً وتبدّلوا فى حُبِهم تَبديلاَ ما دُمتِ أرضيتِ الإله فَثقِ أنه لن يَخذُلكِ أبداً من فى الارض وكفى بربكِ وكيلا.