معظم الدول التى تعانى من الزيادة السكانية مثلنا تعمل على تشجيع مواطنيها للسفر ليتركوا لأشقائهم فى البلد الأم الكثير مثل وظيفة وراتب ومسكن ومأكل ومشرب ومواصلات وغيرها من مستلزمات الحياة، وربما يساعدون فى سفر أقرباءهم وأصدقاءهم أو جيرانهم علاوة على ذلك فإن تحويلات المغتربين تعتبر العمود الفقرى لاقتصاديات كثير من الدول وفى مصر مثلاً وصلت العام الماضى إلى 19.5 مليار دولار مما يعد الدخل الأعلى بين موارد البلاد من العملة الصعبة دون أن يكلف الدولة شيئاً، لكن يبدو أن بعض المحافظين والمسئولين لا يقدرون مصلحة البلاد ولا يفكرون ويدرسون قراراتهم وتأثيرها على المواطنين فيطالبون المغتربين العودة واستلام وظائفهم وإلا سيكونوا منقطعين عن العمل !! وأى تفكير هذا ؟! وما الفائدة منه ؟! والمدافعين عن القرار يدعون أن عودتهم ستفتح بابا لغيرهم للسفر وهذا غير حقيقى لأن صاحب العمل ليس مضطرا لإستبدال مصرى بمصرى وغالبا ما يستقدم من دولة أخرى فهذا كلام مردود عليهم !!
إن المصرى فى الخارج يتألم كل يوم فى البعد عن وطنه وأسرته وأحبابه ويتحمل الصعاب من أجل أن يوفر لقمة العيش له ولأولاده كما أن الدولة تستفيد من تحويلاته بالعملة الصعبة أما المغتربين المحتفظين بوظائفهم فى مصر فهم يدفعون تأمينات ومعاشات ونقابة وتصريح سفر وتصريح عمل كل ذلك بالعملة الصعبة والتى مجموعها يزيد على راتبهم الفعلى فى مصر !!
فلماذا تريدون أن تذبحوا الدجاجة التى تبيض لكم ذهباً ؟! ولا تكلفكم شيئاً !!
إن المسئول الذى يصدر مثل هذا القرار لا يستحق أن يكون فى موقع المسئولية فهو لا يحمل رؤية ولا يدرس قراراته وتأثيراتها التى تضر بالوطن والمواطن !!
بالمناسبة أنا لست ممن يشملهم هذا القرار فأنا لست موظفاً ولكنها كلمة حق !!