لعل إدخال مجال التنمية البشرية فى مجال الرياضة يُعد من الأمور الغريبة عند البعض ونحن لا نقصد بالمجالات النادرة أو الاستخدامات الدقيقة للتنمية البشرية كالتنويم المغناطيسى والعلاج بالطاقة أوالبرمجة اللغوية العصبية وأمثال ذلك ، بل نعنى الوسائل الحياتية المتداولة بين الأشخاص والتى يرغب فيها الجميع بدون قصد أمثال فهم شخصية الآخر، والتواصل الفعال مع الآخرين، والضبط الانفعالى والكاريزما وتنظيم الوقت، وعلاقة الآباء بالأبناء فهذه أمور فى غاية الأهمية ولكن للأسف ليس لها مجال فى أسياسيات الرياضة عمومًا وكرة القدم خصوصًا، فعلى المهتمين بشأن صناعة ودعم كرة القدم التفكير جديًا فى هذه الوسائل، وكلنا يدرك من غير التدليل وذكر الشواهد والأمثلة على أهمية تنظيم العلاقة بين الآباء والأبناء فكم من حالات كروية إبداعية تم تدميرها بسبب سوء المعاملة والعناية الأسرية.
وكم من نموذج رياضى واعد ضاع ودمر نفسه بسبب عدم التحكم فى انفعالاته، وكم مدرب ظلم لاعبين بسبب عدم فهم ومعرفة شخصية اللاعب الواعد، وللأسف هذه الأساسيات غائبة فى أكبر الأندية العالمية وإن وجدت تكون فى أضيق الحدود وللطوارئ، وهذا الفهم الناقص والمتمثل فى عدم الاهتمام بتطوير ذات أو تنمية مهارات اللاعبين الواعدين فى مجالات التعامل مع الآخرين من أقوى الأشياء المفقودة فى صناعة ودعم الرياضة بوجه عام وكرة القدم بوجه خاص، فكلنا أمل أن ينتبه صناع القرار والمسئولين لهذه الوسائل جيدًا لتصبح الرياضة خير استثمار.