يجتمع الصبية عشيّة كل يوم جمعة، عقب مباراة كرة قدم، يخرجون منها جميعاً ما بين خاسر أو منكسر , يجلسون فى حلقة دائرية ببهو صغير ببيت أوسطهم سنّاً، تنطلق ضحكاتهم, تسبقها أحلامهم الكبيرة, فتتعجّب من براءتهم الجن و الهوام .
ثم تمر سنوات كثيرة ربما عشرة أو عشرين أو ثلاثين عاماً , ينهدم خلالها البيت , يتغيّر وجه الحى بالكامل , حتى يوم يلتقى فيه الخلّان بعد هجر , فاجتمعوا فى دائرة صغيرة , يخيّم صمت على رؤوسهم , يلفّهم دخان أزرق , طابت له نفوسهم .