لا تراه إلاّ وحقيبته بجواره، أو بيده، قابضاً عليها بشدة كعزيز يخشى فقده. بشوش الوجه، خفيض الصوت، يتقبل المزاح لأقصى مدى دون كدر، يتحدث حتى تظن أنه لن يسكت أبداً، فإن صمت تحسب كأن الكون على رأسه الطير. يعى ما يدور حوله من حوارات، يترفّع عن الخوض أحياناً، مقتنعاً أن الحياة لا تستدعى أكثر من المشاهدة دون جدل.
يهلّ علينا، جرابه بيمينه، يجلس، بسمة مستقرة على مُحيّاه، ثم يُخرج لنا بضعة من قطع الحلوى يوزعها علينا كأب يقسط بين أبنائه بالعدل..
لا يخلو الجو بوجوده من مشاغبات، تبعث روح الأمل فى الأفق، فتسرى البهجة فى الأوصال.