طلعتنا الصحف المصرية بذاك التفصيل الانفوجرافى لحجم الدعم الحكومى الموجه للسلع والخبز فى مصر، والذى أكدت فيه بلوغه 87.3 مليار جنيه فى الموازنة الجديدة 2018\2019 بنسبة 57% لدعم الخبز و43% لدعم السلع التموينية.
وهنا نتطرق لعدة أرقام رسمية فى منظومة الخبز؛ منها: تنتج الدولة 94 مليار رغيف سنويا بدعم 48 قرشا للرغيف الواحد بنسبة 91% من قيمة المنتج. على أن يكون نصيب الفرد فى المنظومة الجديدة 5 أرغفة يوميا. ولمزيد من التأكد تابعت تصريحات د. على المصيلحى، وزير التموين.
وهنا تتطرق إلى رأسى فكرة ضرورة تغيير ثقافة أن المصريين آكلى الخبز. وهذا ليس من قبيل مزيد من الضغوط على كاهل المواطن البسيط، والذى تتغنى كافة الحكومات على اختلاف أيديولوجياتها بحتمية الوقوف بجانبه، ولكن بهدف محاولة لإحداث تغيير نوعى فى طرق التغذية بما يعود بالنفع علينا جميعاً.
بداية إذا نظرنا إلى معدلات السمنة، أمراض القلب، الشيخوخة المبكرة، أمراض الضغط والسكر، أمراض فقر الدم، نقص الكالسيوم، الأنيما، فنحن جميعا نعرف أن كثيراً من أسباب انتشار تلك الأمراض المتوطنة فى أجسادنا بسبب سوء التغذية واعتمادنا بشكل رئيسى فى أطعمتنا اليومية على الخبز، الأرز، المكرونة، وبقية المخبوزات التى يمثل الدقيق مكونا رئيسيا ضمن خلطتها غير ذى القيمة الغذائية.
وبعملية حسابية بسيطة ونحن كمصريين ما أجمل عملياتنا الحسابية نجد أن حجم الدعم الحكومى الموجه للخبز والمكرونة والأرز ضمن السلع التموينية يبلغ نحو 60 مليار جنيه. وهنا أدعو الحكومة لتوجيه تلك الأموال الطائلة لدعم قائمة اللحوم والبروتينات والخضر والفاكهة ذوى القيمة الغذائية الأكثر فائدة، وهو ما ينعكس على صحتنا جميعا لنتخلص من تلك الأمراض المتوطنة كما سبق. وهذا لا يعنى إلغاء صناعة الخبز أو المكرونة ولكن يكفى إلغاء الدعم المقدم لها والاستعاضة بالإنتاج المحلى من القمح المصرى، مما يوفر علينا العملية الدولارية التى تحتاجها عملية استيراد الأقماح.
ولنفترض أن بعضنا قد يرفض تلك الأطروحة بأن أكل الخبز عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة ومن الصعب تغييرها. فأقول له أنظر إلى التجربة الأردنية فقد ألغت الأردن الدعم الموجه للخبز فى الموازنة الجديدة، وهو ما ترتب عليه تخفيض استهلاكم للخبز بنسبة 50%. إذا الأمر ليس بالصعب خاصة إذا استبدلنا الذى هو خير بالذى هو أدنى.