الخواجة" لقب شاع عنه، لاختلافه عن باقي سكان الحى، لون بشرته شديدة البياض، ووسامته الزائدة عن الحد . صمته الشديد، أدبه الجمّ، جلسته عقب آذان المغرب كل يوم على المقهى الكائن بناصية شارع " المحمّدية " عاقداً يديه على ركبته , واضعاً ساق على ساق, ناظراً للأفق بعين نصف مغمضة .
جلسة تمتد لساعات ، حتى يفرغ المقهى من روّاده، يبدأ " راشد " النادل في إطفاء الانوار , رسالة يبعث بها " للخواجة " فيعود من عالمه السرمدي، يقلّب في جيوبه، سرعان ما يتذكر حقيقة أزلية ، أنه خالي الوفاض،, فيهمس للنادل بصوت يقطر حياء : الحساب على النوتة .