بعض الناس لا تقتنع أن هذه قدرات أبنائهم العقلية، فى الشهادة الابتدائية حين يكون مجموع الابن 55 من 100 لا يمكن أن يقتنع الأهل بأن الولد إمكانياته (على قده)، وأنه بهذا المجموع لا يمكن أبدًا "أن يحصل به مستقبلاً" فى الثانوية العامة على مقعد فى (مقهى) لا مقعد فى جامعة، ويجب أن ترسله أسرته إلى ورشة المعلم سعد الميكانيكى لعله يبدع فى إصلاح السيارات، فالحكمة الإلهية من تفاوت القدرات العقلية لدى الناس أن المجتمع لا يمكن أن يكون كله أطباء أو حرفيين، إلا أن الأسرة لا تقتنع بذلك، وتظل تدافع عن ابنها بأنه (نوبل) الحارة وأنه أذكى من (إنشتاين) وأنه يحمل نفس جينات الذكاء التى يحملها (أخواله) فلديه خال (طبيب)، وتعزو أسباب تدنى مجموعه فقط إلى عين الحسود من الأهل والجيران، مع العلم أن الولد لا يوجد فيه ما يُحسد عليه، أو ظلم مصححين المواد، ونجد أغلب أولياء الأمور يتحدثون عن أن الكنترولات بها ظلم كبير، وأن أبناءهم مستهدفون! مما يشحن الأبناء ويؤجج مشاعر الغضب لديهم ويدفعهم إلى السخط والبغض تجاه الوزارة بل والدولة !
لذلك يكبر الولد ويواصل الفشل تلو الفشل ولا يكلف نفسه عناء الدراسة والمثابرة طالما العذر موجود وهو عين الحسود، وظلم المصححين، ومع ظهور نتائج الثانوية العامة والأزهرية هذه الأيام نجد الأهل فى مرحلة دفاع عن أبنائهم الذين لم يوفقوا فى الحصول على مجاميع ترضيهم هم أولاً"، فمعظمهم لن يقتنعوا أن هذه هى إمكانيات أبنائهم وقدراتهم الحقيقيه، لا ننكر بأن هناك بعض التجاوزات والأخطاء بالكنترولات، ولكنها غير مقصودة، ولا يوجد أى داعٍ لظلم طالب بعينه، ولا يوجد مصلحة من عدم نجاحه، فيجب على الأسره تقبل النتيجة برحابة صدر، وإن كانت لديكم الأدلة على الظلم، فلجان التظلمات من أمامكم، والرضا بما كتبه الله لابنكم من خلفكم، ولا داع لإطلاق الشائعات وتبادل الاتهامات للكنترولات وأعين الجيران والأقارب وإقناع من حولكم بأن ابنكم محسود أو مظلوم فهذه لغة الجهلة واليائسين!