يعتقد كثير من الآباء والأمهات والمربين أن تخويف الطفل من أشياء معينة كفيل بتأديبه، إلا أن تخويف الطفل من الذهاب للطبيب لأخذ حقنة أو تخويفه من الأماكن المظلمة أو بالكلب أو من البعبع أو من الغولة وغير ذلك خطأ كبير؛ فهو أسلوب عقيم وضار فهو ينشئ أطفالًا غير قادرين على المنافسة أو التحدى، ونتيجة لظهور فوبيا الخوف من العلاج والدواء والخوف من الأماكن المجهولة وعدم القدرة على التحدى، بل يصبح الطفل عندما يكبر أسيرًا لماضيه ومتخوفًا من مستقبله، ويتحول الخوف لعادة أو مرض يتوحش تدريجيًا ليسيطر على دائرة حياة الطفل بالكامل، فيخشى من التحدث إلى الناس وخاصة المعارف الجدد، ويخشى من التعبير عن رغباته وأحلامه، ويتحول الخوف من وسيلة إلى صفه سيئة تفرض نفسها وتسيطر على شخصيته طوال حياته، وتصبح من السلوكيات المتطرفة.
والحل هو: امنح طفلك الفرصة الكاملة للتعرف على الشيء الذى يخيفه، كتواجد الأم مثلًا مع الطفل ومشاركته فيما يخفيه والتفاهم معه بحوار مبنى على الإقناع وليس المخادعة والتخويف الزائف، فضلًا عن تدريبه على مواجهة خوفه بعد أخذ موافقته على خوض التجربة من دون تخويف، وعدم إجباره على عمل شيء لا يريده، وفى حالة خوف الطفل من شيء أو دخول مكان معين أو ركوب المصعد بمفرده مثلًا تقول له الأم تعالَ معى لنر أنه لا يوجد ما يخيفك.. وإلى الآباء والأمهات لا تستهينوا بخوف أطفالكم من بعض الأشياء وتقبلوا بها كأمر مُسلّم به، فهذا يكون بذرة لتكوين السلوكيات والأفكار المتطرفة والمنبوذة، بل عالجوها بعد البحث عن أسبابها.