بعد مرور سبعين عاما على الوجود الإسرائيلى يصعُب على العرب النظر فى المرآة، فالواقع لا يتجمل والحقيقة تفضح الضعف رغم امتلاك القوة لم نُقدم للعالم شيئاً ولا لا أنفسنا لم نُصدر إلا اللاجئين واليوم نصرخ لإقرار الكنيست الإسرائيلى قانوناً بشأن يهودية الدولة الإسرائيلية فهل كانت إسرائيل إسلامية قبل هذا القانون!؟
لم يكن قانون (الدولة القومية) الصادر مؤخرا من الكنيست الإسرائيلى صادماً بحجم ما نراه فى الإعلام فهو لم يؤسس لقواعد جديدة يجهلها العالم، بل كان كاشفاً فقط عن الأساس الذى قامت عليه الدولة الصهيونية باعتبارها وطناً قوميا لليهود لغتة العبرية يسعى لجمع الشتات ويدعم حقهم وحدهم فى تقرير المصير مُعرفا تنمية الاستيطان بالقيمة الوطنية ! حتى لو كان على حساب الغير من العرب المهمشين الذين يشعرون بالتمييز فى التعليم والسكن والصحة حيث يتم التعامل معهم على انهم مواطنون من الدرجة الثانية فأهمل القانون لغتهم العربية ولم يعتبرها لغة رسمية رغم انهم يمثلون عشرون بالمائة من إجمالى عدد السكان إلا انهم الان أسرى الخوف من المجهول بعد تطبيق هذا القانون العنصرى .
أما اللافت فى هذا القانون فكان ما انتهت الية نتيجة التصويت حيث تمت الموافقة من اثنين وستين عضواً ورفضة خمس وخمسون نائباً فى الكنيست !! وهى نسبة رفض كبيرة وغير متوقعة لا يمكن إغفالها بأى حال من الأحوال وتحتاج للدراسة لهذا التنامى لقوى الداخل الإسرائيلى المعترضة على سياسات الحكومة المتطرفة الحالية بزعامة نتنياهو وعلينا الإستفادة من ذلك لأننا نحتاج لرؤية عربية جديدة تفسر ما وصلت إلية إسرائيل من قوة بعيدً عن الحصر التقليدى لعناصر قوتها فى التفوق العسكرى والدعم الأمريكى فقد تغلبت على نقاط ضعفها وأسباب تدفع الكثيرين للفشل مثل العداء المحيط بها من كل جانب ومحدودية مساحتها وقلة عدد السكان الا أنها أحسنت إدارة مواردها الاقتصادية والبشرية فتفوقت على العرب فى التعليم والصحة والزراعة و تفردت فى التكنولوجيا والتصنيع وضربت المثل فى مطاردة الفساد والفاسدين ولو كان فى عرين السلطة فرأينا رئيس السلطة التنفيذية يذهب نهاراً للتحقيق معه غير محصناً ( كمواطن) بمقر الشرطة الاسرائيلية ويعود بعدها فى المساء ليزاول عملة رئيساً للحكومة !!