تواجه المنظمات العامة العديد من المتغيرات التى تدعو دائماً للتفكير في حل مشكلاتها، حيث أصبح التوجه نحو مفاهيم الإدارة الحديثة والتي منها الإدارة الاستراتيجية هو الأداء المهني الصحيح لبقاء المنظمات ونموها وتحقيق أهدافها على المدى الزمني قصير وطويل الأجل.
وبالتالي تحقق المنظمات التى تهتم بإدارة عملياتها وأنشطتها على هدي من الدراسات الاستراتيجية العديد من المزايا والمنافع، منها ما يرتبط بوضوح الرؤية المستقبلية أمام واضعي الاستراتيجية وتحقيق عنصر المبادأة لتفاعل المنظمة مع بيئتها، بجانب إمكانية تحقيق المنظمة لأهدافها، وتخصيص مواردها وفق ما يسهم باستغلال الفرص الممكنة والاستفادة من نقاط القوة المتاحة وتجنب المخاطر المحيطة وتحجيم عوامل الضعف الداخلية
وتظهر أهمية الإدارة الاستراتيجية في تحقيق أهداف المنظمات العامة ومنها المدن الجديدة في مصر في ظل الظروف التنافسية وتساعدها على توجيه مواردها بطريقة فعالة، بما يمكن من استغلال نواحي القوة والفرص المتاحه والتغلب على نواحي الضعف والتحديات، نظراً للتحولات التي لحقت بالمدن الجديدة في مصر .
وقد استخدمت العديد من المدن الجديدة أسلوب الإدارة الاستراتيجية؛ لتحقيق التنسيق بين أنشطتها، وإحداث تطوير في الهياكل التنظيمية والأساليب الإدارية الخاصة بها؛ حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات نتيجة التغير في كافة العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية
وارتبطت تجربة المدن الجديدة في مصر بأهداف طموحة على رأسها فتح آفاق للتنمية وإقامة تجمعات في المناطق الصحراوية، وكانت البداية منذ منتصف السبعينيات حيث ظهرت فكرة تعمير المدن القائمة التي تعرضت للحروب، وواكب هذا التفكير إنشاء مجموعة من المدن الجديدة في الصحراء الواسعة؛ لجذب السكان المقيمين في الوادي الضيق ومنها مدينة العاشر من رمضان 1977 ومدينة 15 مايو عام 1978
وبالتالي كانت المدن الجديدة ضرورة فرضها الواقع المصري للخروج من الوادي الضيق لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال، حيث لم يتم الاهتمام بحل مشكلات المدن الجديدة . ومن ثم جاء التفكير في تطبيق الإدارة الاستراتيجية بمراحلها الثلاثة والتي تشمل صياغة الخطة الاستراتيجية، وتنفيذها ثم تقييم هذه الخطة مع الأخذ في الاعتبار كافة الأبعاد المستقبلية، وتحليل البيئات الداخلية والخارجية التي تؤثر على عمل المدن الجديدة في مصر . فمتى تعمم التجربة لتحقيق أهدافنا المستقبلية؟
كما يمكن ملاحظة الآتي:
1- إن تنمية المجتمعات العمرانية الجديدة لا تسير بالمعدل المطلوب، لأنها لم تحقق الاستخدام الأمثل للإدارة الاستراتيجية بمفهومها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والعمراني، لذلك فإنه من المطلوب تقويم التجربة، والتعرف علي طبيعة مشكلات إدارة التنمية العمرانية بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
1- يرى الباحث إن المشكلة الرئيسة هي عدم وجود سياسة واضحة لاستخدام الإدارة الاستراتيجية بمراحلها الثلاثة بالمدن الجديدة في مصر، وقلة الخبرة في إدراكها من جانب بعض العاملين بأجهزة المدن الجديدة، ويتضح ذلك جلياً في بعض القرارات التي تتخذها أجهزة المدن الجديدة في بناء أبنية بملايين الجنيهات وحتى الآن لم تتسلم الوزارة المختصة هذه الأبنية.
2- أصبحت مبادئ وأساليب الإدارة الاستراتيجية مكوناً رئيساً ومطلباً هاماً لنجاح المنظمات العامة بشكل عام والمدن الجديدة بشكل خاص، بمعنى أنه إذا تم وضع أسلوب فعال لاستخدام الإدارة الاستراتيجية سيتحقق الهدف من إقامن المدن الجديدة في مصر ومنها جذب السكان.