"إزاحة الهرم الأكبر من مكانه أهون على من تحريك قطعة شطرنج دون تدبّر كاف"
هزّ " نبيل " نادل المقهى رأسه، مؤكداً: ربنا يزيدك من فضله، أشار إلينا بسبابته: لعلمكم هذا الرجل فيلسوف أخطأ طريقه بوجوده بيننا، لعله دون قصد جاء للدنيا بالزمان الخطأ، علا صوته بتهجد عجيب: لم أر من قبل " زبون " يلعب " الشطرنج " بعد أن يتطهر كمن يمارس طقسا دينيا يواظب عليه..
بحنق قاطعه أحد الروّاد القدامى: لكنه يخسر دائما، ينهزم بكل مباراة.
كان الجو يميل للبرودة، كحال ليالى " نوفمبر " الجميلة، حينما أنهى " نبيل " خطبته العصماء فينا بقوله: للخسارة فلسفة عميقة لا يعيها إلّا أولى الألباب، هذا الرجل ثم ربت بيديه على كتف " مصطفى " ستكون نهايته فى اللحظة التى يفوز فيها بمباراة.. فهزائمه سر بقائه على قيد الحياة، تركنا وانصرف، فد أثار حنق البعض، شاعت فى الجو أمنيات غامضة.