لا يختلف اثنان على أن اللغة تعد أداة التفكير ورمزه، وهي أداة التحصيل المعرفي الإنساني، وهي بذلك تتخذ صبغة تجريدة، إذ تحتل وسيطًا لتكوين الأفكار التى تجرد الواقع على شكل رموز تنظم علاقة الإنسان بالمفاهيم المعرفية المختلفة، فتفضي به إلى أدارة أمثل لمهمة الاتصال ، من حيث استقبال المعلومات وبثها؛ وبذلك تعد اللغة ومضمون الوعي الإنساني شيئًا واحدًا، فلا وجود للغة خارج الفكر، ولا للفكر خارج اللغة. ومن ثم تتمثل القدرة اللغوية للفرد في مقدرته على التواصل مع الحياة والتفاعل مع الآخرين.
ولا شك في أن اللغة العربية تتمتع بصفات موضوعية تجعلها في الحقيقة دائمة الحيوية والحضور والتجدد. وقد تعاظم دورها في السنوات الأخيرة إذ احتلت مكانة مرموقة في المجتمع الدولي.
حقيقة الأمر أن اللغة العربية ليست هامشًا على طرف الحياة ولكنها الحياة نفسها فهي: جنسية وهوية وأصل ومستقبل. ومن المعروف أن دولة العقول لا تقوم إلا إذا حافظ أهلها على لغتهم.
ودور الصحافة الرقمية في التنمية اللغوية في بداية النهضة العربية الحديثة، كان للصحافة أكبر الأثر فى وضع المصطلحات وألفاظ الحضارة الحديثة، وتعددت بطبيعة الحال الوسائل اللغوية بين تغير دلالى واشتقاق وتركيب واقتراض معجمى، وعادت إلى الحياة كلمات عربية أصيلة لتحمل دلالات جديدة، فبدأت كلمة (صحيفة) وكلمة (جريدة) تأخذان مكان الكلمة المعربة (جرنال).
فى الجانب الآخر تقدم الآن الصحافة الرقمية كميات رهيبة من المصطلحات والألفاظ يوميًا، ولا ننسى ما تقدمه من ملامح فى بنية الكلمات، حتى أصبحت طابعًا متميزًا للفصحى المعاصرة وهناك كلمات معاصرة مثل دبلجة، ونمذجة مشتقة من كلمات معربة ودخيلة، انتشرت واستقرت بفضل الصحافة.