أيا طيْراُ أشاحَ بكلِّ قلبي
مجاهلهُ الخفيةَ والرزينةْ
ألستُ بحبها قدْ هِمْتُ شوقاً
وكعبتُنا لها وَلَهاً مدينة
أقمتُ سيَاجها وأشدتُ حصناً
أحطتُ بها خنادقها المتينةْ
فتحتُ لبابها أسوارَ وُدِّي
حفظتُ لثغرها الأشواقَ زينةْ
هَجَرْتُ إلى حماها لَيْلَ صفوٍ
وهزَّ الغارَ أشواقي السجينةْ
لجأتُ إلى المدينةِ أشكو يثِّي
أشاحتْ وجهَها لمْ أستبينهْ
فيا رُسُلَ المحبةِ أفهموني
لماذا لمْ تُعضدني المدينةْ
وفي المحرابِ أشواقٌ تصلِّي
على الأعتابِ ترنو للسكينةْ
وَهَذي سُفْنُنا مِنْ كلِّ زوجٍ
وابقى الفردَ في ظُلَلٍ حزينةْ
إذا هبَّتْ رِياحُ الحبِّ هدماً
فلنْ تَجِدي هُنا ما ترْغَبِينهْ
ولنْ يُجدِي كعاصِمَ يحتويكي
جبالكِ أو خنادِقكِ الدفينةْ