إعرف إفهم فكر ثم قرر، فكثير من الإجراءات التى تتخذها الدولة تمس قوت يومك مباشرة مثل قرار تخفيض الدعم على المحروقات والذى طال تأثيره حياة ملايين المصريين.
يا سيادة المواطن.. إعلم أن رفع الأسعار يسير وفق خطة معلنة من جانب الدولة عام 2015 وتنتهى عام 2022 بدلاً عن 2019 ، وأغلب المواطنين يعتقدون أن زيادة الأسعار تحدث فجأة دون إخطار وذلك لعدم اطلاعهم على الخطة المعلنة من الحكومة مسبقاً، فتزايد الأعباء الاقتصادية و"التعويم" شكلوا الأسباب الأبرز وراء تخفيض الأموال المخصصة لبند دعم المحروقات فى الموازنة العامة منذ 2015، ويعتبر ترشيد استهلاك الكهرباء الحل الأفضل.
يا سيادة المواطن.. اعلم أننا تجاوز الـ 100 مليون وسيصل عددنا لـ 130 مليون بحلول عام 2030 إذا ما استقر معدل الانجاب على ما هو عليه الأن مما سيؤثر بلا شك فى مقدرات وموارد الدولة وفرص الأجيال القادمة فى حياة مرفهة أو تؤمن حتى الاحتياجات الأساسية. وقد تضطر الحكومة فرض سياسة "الطفل الواحد" على غرار دولة الصين بالمستقبل التى كبحت جماح الزيادة المليارية، ورغم وجود صعوبات عديدة أمام تنفيذ هذا الخيار اليوم، إلا أن ارتفاع تكلفة إنجاب المولود الثانى سيدفع الكثيرين للتفكير بجدية فى إنجاب طفل جديد.
واعلم أن التحضير لانتخابات المحليات 2019 وانتخابات برلمان2020 قد بدأ بالفعل، كلاهما يحددان مصيرك فى الكثير من أمور الحياة، فقانون الخدمة المدنية تم حياكته تحت قبة البرلمان وأثر فى حياة 6 مليون موظف، لا تبيع صوتك مقابل قطعة صابون وزجاجة زيت ولا تجعل العزوف درباً. عليك أن تختار المرشح بعد الاطلاع على برنامجه الانتخابى بشكل مفصل وكذا تاريخه السياسي، وقرار الاختيار يعود اليك، وقد لا تملك سوى اللوم إذا ما أخطأت الاختيار، والامتناع عن المشاركة فى أى انتخابات لا يخدم مصالحك بل يجعلك بلا صوت وبلا وجود. فنجاح الحريات يعتمد على ممارستها وليس حياكة تشريعاتها بين جدران البرلمان.
وكثير من التفاصيل لا تهتم بها بين السطور وتعنى الكثير فى حياتك اليومية، فمجلس الشعب يناقش بشكل دورى قضايا حياتية وسياسية هامة يخرج من رحمها قوانين تعطيك حقوق وتفرض عليك إلتزامات ، يجب الاكتراث بتلك التفاصيل الصغيرة والتفكير بها قبل الحكم عليها .
يا سيادة المواطن .. التنمية تحتاج لفترة طويلة لجنى ثمارها، ولا تحقق أمة نهضتها فى عِقد أو إثنان، فما تحققه الدولة اليوم لن يعود بثماره إلا بعد فترة خاصة المشروعات القومية العملاقة التى تتعلق بالبنية التحتية كالكبارى والطرق ومحطات توليد الكهرباء الجديدة وقناة السويس الجديدة. ويعتبر مشروع الطريق الاقليمى الجديد الذى يربط محافظات الدولة بحزام عملاق حول العاصمة من أكبر المشروعات فى تاريخ وطننا وسيحتاج لسنوات لنتمكن من حصاد التنمية التى سيحققها .
ترشيد إستهلاك المياه قد يكون خياراً اليوم ولكن سيصبح اجباراً غداً، والأمر لا يتعلق فقط بطموحات إثيوبيا فى أعالى النيل وإنما أيضاً بالمعطيات الديموغرافية فى مصر، فاليوم ينال المواطن حصته من مياه النيل والتى تصل لـ660 متر مكعب تقريباًفى العام ومع الزيادة السكانية المرتقبة عام 2030والتى ستصل لـ 130 مليون نسمة سينخفض نصيب الفرد بدرجة كبيرة ليصبح أقل من 500 متر مكعب وهو ما يعنى فقراً مائياً بعد أن كان نصيب الفرد 2800 متر مكعب عام 1959 وفق ما نشرته جريدة الأهرام فى فبراير الماضى .
يا سيادة المواطن... اعلم أن "أغلب" مخرجات التعليم خاص كان أو عام لا تواكب احتياجات سوق العمل وما تتلقاه من علم فى الجامعة لا يكفي، لأن النجاح الحقيقى يبدأ مع أول يوم فى سوق العمل ولن تؤمن لنفسك مكان فيه دون عمل حقيقى لتطوير وصقل مهاراتك الشخصية والمهنية واكتساب خبرة فى مجال معين، ولا تهدر فرص نيل شهادة أو خبرة خارج البلاد لتكن آفاقك أوسع وأكثر تنافسية وعالمية.
يا سيادة المواطن.. لم يعد بوسع الدولة أن تقوم بدور "الأب والأم"كما كان فى الحقبة الناصرية خاصة مع تزاحم الأعباء الاقتصادية على عاتقها، ولا تقارن اليوم بالأمس لأن كل وقت وله أذان، ستكتفى الحكومة بدور "المنظم" للعملية الاقتصادية وستتيح مساحات أوسع للشركات والمبادرات والأعمال الحرة لتصبح المنافسة سيد الموقف، فاعرف افهم فكر وقرر!