يخطئ كثير من الكبار باعتقادهم أن الأبناء كائنات منزوعة الأحاسيس والمشاعر، وفى الواقع نلاحظ أن مشاعر الأبناء تتأثر بكل ما يحيط بهم، فقد يفرح الصغير أو يحزن لأمور لا يلتفت إليها الكبار، ولو لم يصرح فتؤثر فى تصرفاته وأفكاره المستقبلية، فيجب ألا نقلل من شأن الأمور التى تضايقهم كالضحك من انفجار بالونة، أو كسر لِعبة، أو موت طائره، أو حيوانه الألِيف؛ وغير ذلك...فالمواساة هنا لها دور جوهرى فى تنشئة الأبناء على إجادة الذكاء العاطفى والقدرة على التعبير عن مشاعره، وفهم الآخرين من حوله والإحساس بهم عندما يكبر، ومن خلال عملى كمدرب تنمية بشرية يمكن تقديم روشتة مبسطة للتفاعل مع مشاعر الأبناء وتحميهم من تكوين جذور السلوكيات المتطرفة والسلبية ومنها:
- استمع إليهم بانتباه تام بدلًا من نصف الانتباه، أى لا تشاهد التلفاز أو تتصفح الهاتف وهو يشكو إليك، أو يطلب شيئًا فلو كان الطفل مملًا علّمه كيفية الطلب أو اطلب منه الانتظار حتى تفرغ، ولا تتجاهل مشاعره بحجة تأديبه .
- اظهر الاعتراف والاهتمام بمشاعرهم مع كلمات مناسبة مثل: فعلًا، نعم، حسنًا، غير صحيح، ممم، ياااه، وهكذا.. مع الاهتمام بلغة الجسد كتعبيرات الوجه مثلًا المعبرة عن الرد المناسب .
- لا تلح عليه على الرد عند استجوابه أثناء حديثه فهو غير قادر على التفكير بلحظتها ولا تلح عليه للإتيان بسبب ما فعله، اعطه وقتًا ولو قليلًا، أو علّمه ألا يعاود فعل هذا الأمر.
- ابتعد عن إنكار مشاعره عند انكسار لعبته أو وقوعه وغير ذلك، فلا تقل له تستاهل أو أحسن ، بل اعمل على عدم تكرار ذلك بتوضيح الخطأ لتفويت الفرصة على الطفل للتمثيل والكذب.
- حاول أن تقترب من طفلك الصغير عند الحديث واحرص أن يكون مستوى العينين متقارب أى انزل لطول الطفل.
- اعط صفات قائمة على حسن الظن لتصرفاتهم الخاطئة ومشاعرهم، فالطفل الذى يسمع كلمات تعبر عن عدم التعمد تعبر عمّا عاناه ودار فى نفسه فإنه يشعر براحة أكبر، كأن تقول له لعلك لا تقصد هذا الخطأ فلا تفعله مرة أخرى .
ويارب احفظ أولادنا جميعًا من كل سوء..