لدى عادة معروفة عنى، لا أكاد أجزم أن كانت سلبية أم إيجابية، وهى الجرى وراء المطالبة بحقى طالما أشعر بالظلم، على أمل الحصول علية من منظور (لا يضيع حق وراءة مطالب)، طبعاً مرات كثيرة لم أوفق فى تحقيق هذا الحلم لأسباب روتينية معروفة ومرافقة لنا، المهم مع مرور الأيام حصلت إبنتى علياء يوسف محمد عبدالعزيز القاضى رقم جلوس 882888 على مجموع 95.2% بالقسم العلمى علوم فى الثانوية العامة هذا العام، وعندما صدمنا بهذا المجموع الذى لا يتناسب وطموحها بالوصول إلى كلية تناسب قدراتها، طلبت منى بإلحاح شديد التقدم إلى لجنة التظلمات، موصياً إياها وهذا أمرا" منطقيا" بعدم المجاذفة وتوفير الوقت والجهد والمال أن لم يكن هناك حق، فلجان التظلمات تصر بغرابة موجعة بأن المصححين على حق دائما" من منظور أن (المقدر لا يقدر)، ربما يكون هذا ضمن تصورى المحدود والخاطىء، ومالبثت إبنتى أن نظرت إلى نظرة المتشائمة وبعد توسلاتها وبكاءها المرير، ذهبنا إلى لجنة التظلمات بمحافظة قنا التى تبعد عن مدينتنا بــ 250 كيلو متر، متجشمين عناء السفر، ومتكبدين نفقات الطعام والإقامة، غير الرسوم المقررة للمواد السبعة وهى 700 جنيها، وبالفعل إطلعنا على كراسات إجاباتها فوجدت حقيقة ظاهرة للعيان وهى عدم منح إبنتى الدرجة الكاملة لبعض الأسئلة رغم إجاباتها المطابقة لنموذج الإجابة، وهناك خطأ فى جمع درجات إحدى الأسئلة، ورجعنا مسرورين متفائلين بأن اللجنة ستعطى إبنتى حقها لأنها أبلت بلاءا" حسنا" فى الإجابة، وخطأ المصححين فى جمع درجات أحد الأسئلة !
هنا، تحولت أحلامى من الحصول على حق إبنتى إلى الأمل بمنحها ولو بضع درجات حتى تلحق بأى من الكليات التى ترغبها وفاتتها على درجة واحدة أو درجتين، طالما صرحت الجهات المسئولة بأن كل طالب متظلم سيحصل على حقة فورا" !
وجاءت المفاجأة من العيار الثقيل بأن ضاع حق إبنتى ولم توفق فى الحصول على أى درجة فى جميع المواد رغم علمهم بانها على حق، لأن فى هذة الحالة يجب علينا اللجوء إلى القضاء !
تذكرت وأنا اكتب هذة الكلمات كيف ذهبت سيدة مسنة إلى رسام ليصنع لها صورة تذكارية فقال الرسام: ثقى ياسيدتى أننى سأرسم لك صورة تنصفك تماماً، فإبتسمت العجوز وقالت فى رقة: ليس الإنصاف ما أطلبة ياسيدى بل أطلب الرحمة !!
فهل من رحمة لطالبة مجتهدة حاصلة على مجموع 95.2% ؟!!