المرحلة القادمة بأمر الله هى إقامة الميزان بعد مرحلة الحكمة السابقة والتى ذكرتها لكم سابقا ومعناها الكبير وهى العلم بحقائق الأشياء والعمل بمقتضاها, فالحكمة هى روح القران ونهجه الفكرى وهى أيضا صفة من صفات القرآن الكريم قال تعالى: (الر تلك آيات الكتاب الحكيم )1 يونس ... وقد جاءت الحكمة صفة لله عز وجل فى قوله تعالى ( يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم( 9 النمل
وستنتقل امتنا بأمر الله لمرحلة جديدة وهى مرحلة إقامة الميزان , ( اللهم أهدى قومى فأنهم لا يعلمون ) فمن سر المحبة لله أن هدانا للإيمان وان من علينا جميعا بكرمه وعطفه ومحبته فمن اعدل من الله ؟ ومن أكرم من الله ؟ اللهم أتم الكرامة بيننا فلنواظب على الخير بيننا وبين الناس جميعا , ونقيم العدل بالقسط و ألا نطغى فى الميزان ,فالخير كله فيما شرع الله لنا من آداب النبوة وان نمشى على خطاه فهناك أناس يصدقون الشائعات ويسمعون لأهل النفاق و أهل الفتنة ومنا من لا يصدقونها ويخرجون منها بأفضل الأشياء
فتذكروا دائما ماذا يفعل نبيكم الكريم وافعلوا مثله وانتهجوا بنهجه وسيروا على خطاه وآداب نبوته , فقد كان يفشى السلام على الكبير والصغير ويبتسم لهم ويقول للناس خيرهم من بدأ صاحبه بالسلام وكانوا يفعلون فتنتشر المحبة بينهم , ويجب ألا ندعو على قوم بل ندعو لهم فكل ينفق مما عنده فما عندك إلا الكلام الطيب, وجالس الأخيار فمجالسة الأخيار تعلمك كيف تتأدب مع الله
وان تقيم العدل والميزان و أن نوزن الأمور بميزان العدل فى كل شئ , فمعا سنطوف حول العرش عند إقامة الميزان وملء قلوبنا الإيمان ويشملنا لأجل الحب عفو الحاكم الديان