إن اتجاه القيادة السياسية نحو تنمية وتطوير منطقة القناة يدعو لمزيد من البحث والتحرى والدراسة لمعرفة الإجابة على الأسئلة التالية: ما الهدف من وراء عمليات التنمية بإقليم منطقة القناة وخاصة بمنطقة الإسماعيلية وبورسعيد؟ لماذا تم حفر قناة السويس الجديدة فى هذا التوقيت؟ وما العائد وراء تلك العمليات التنموية؟ وكيف يمكن استنساخ هذه العمليات لإقامة مناطق تنموية أخرى بمناطق استراتيجية تحتاج بالفعل للتطوير؟ إلى أى مدى تصبح الخطط قابلة للتنفيذ فى حالة توافر عنصر التنسيق بين من يخطط ومن ينفذ فضلاً عن التوقيت المناسب؟.
حينما نتحدث عن تطوير منطقة القناة فإننا نضع أيدينا على المناطق الأكثر عائداً حينما يتم استثمارها الإستثمار الأمثل، فلقد أدركت القيادة حجم التحديات وكيف يمكن بناء نموذج للإنتاج الخدمى واللوجيستى؛ لزيادة عائدات الدولة؛ ما ينعكس على المواطنين بتقديم خدمات حكومية بكفاءة وفعالية وجودة متميزة وفرص عمل للشباب. حينما يكون هناك خطط مدروسة على المستويات العليا من الدولة وأيادى تنفيذية ممتدة بالمتابعة والتقييم والبناء، نرى محافظات تموج بالمشروعات الحيوية، تستطيع هذه المشروعات أن تغير من خريطة هذه الدول، وحدث ذلك فى الاتصالات والمتابعات التى تمت وتتم بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وبين اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية؛ من أجل تطوير وتنمية منطقة الإسماعيلية بمشروعات لوجيستية وخدمية تعلو من قدرة هذه المنطقة وتدفعها لمزيد من الفرص الاستثمارية والانتاجية؛ فى محاولة لاستثمار هذه المنطقة .
لا شك أن القيادة السياسية تولى اهتماماً بالغاً بمنطقة القناة وشرق الدولة المصرية ، فى خطوة تتجه نحو تقوية الانتاج الخدمى واللوجيستى خاصة بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، هذا الممر العملاق الذى يزداد يومياً ويكتسب بريقاً فوق بريقه؛ نظراً للرؤية الاستراتيجية الشاملة لهذا المشروع حيث يعمل على خلق منطقة صناعية متطورة على طول القناة. وعلماً بأن هذا المشروع الضخم سيقوم بجلب فرصاً كبيرة لتطوير مناطق حيوية تخدم قطاعات مختلفة منها: النقل والتصنيع وإصلاح السفن.
وسيتيح المحور الجديد الوصول لما يزيد عن 1.6 مليار مستهلك حول العالم نظرا لما تتمتع به القناة من موقع متميز فى التجارة العالمية، ستستفيد مصر من التنمية المستدامة لاقتصادها بصورة كبيرة عن طريق خلق فرص عمل جديدة لسنوات قادمة.
فلقد اتت التنمية بخطوات محسوبة بين الخطط الاستراتيجية للقيادة السياسية وبين الخطط التنفيذية والتقييمية التى يقودها اللواء ياسين طاهر محافظ الإسماعيلية، فلقد اكتست الإسماعيلية بثياب العرس أواخر عام 2017 عندما بدأت إقامة عدد من المشروعات التنموية القومية الضخمة من خلال مشروع حفر الأنفاق والتبطين أسفل قناة السويس؛ للربط بين شرق وغرب القناة وتسهيل الحركة المرورية بين مدينة سيناء من جانب والوادى والدلتا من جانب آخر. والإسماعيلية هى الأجمل بين محافظات مدن القناة، حيث تقع على الحد الشرقى على مساحة 5066 كم فى منتصف الإقليم ويبلغ سكانها بما يقدر 891450 نسمة، وتنقسم إلى قسمين كلاً منهما يقع فى قارتين مختلفتين هما: قسم غربى فى قارة أفريقيا، وقسم شرقى فى قارة آسيا، يحدها شرقاً مدينة سيناء، وغرباً حدود الدلتا على امتداد فرع دمياط، ومن الجنوب طريق السويس والقاهرة، وشمالاً بحيرة المنزلة و بورسعيد.
لذلك اكتسب الموقع أهمية جيوستراتيجية، بمعنى بحث أثر الموقع الإستراتيجى من خلال توظيف وتفعيل إستراتيجيات اقتصادية وسياسية ومعلوماتية ؛ لتحقيق الأهداف بالمحافظة. وما افتتاح كوبرى الشهيد أحمد منسى العائم على ضفتى القناة بمنطقة الإسماعيلية، إلا بداية البداية لمجموعة كبارى عملاقة عائمة تطوق قناة السويس ، حيث تم بدء تشغيل كوبرى الشهيد أبانوب جرجس العائم بمنطقة القنطرة غرب ؛ التى تم تنفيذها من قبل ترسانة الهيئة (قناة السويس) ؛ بهدف بناء التكامل بين الأنفاق والمعديات ؛ لتخفيف الحركة العابرة من وإلى سيناء. كما ذكر اللواء ياسين طاهر مراراً ، أن الاسماعيلية ستصبح العاصمة الاقتصادية للدولة المصرية خلال المرحلة القادمة بعد الانتهاء من المشروعات العملاقة ، وتفعيل شبكات الطرق والكبارى والمحاور خاصة بعد افتتاح قناة السويس الجديدة؛ مما يعطى لهذه المنطقة كيانها الاستراتيجى الفعال وخريطتها المتميزة.
وبالنظر للمشروعات التى تم تنفيذها بالإسماعيلية والتى تقدرب 43 مليار جنيه خلال فقط العامين الماضيين، منها: مدينة الإسماعيلية الجديدة، وشبكات الطرق التى خلقت سيولة ذات كفاءة وجودة عالية. وفى إطار تأمين رغيف الخبز أقيم مؤخراً مشروع صوامع القمح بمنطقة جلبانة بطاقة تقدر بـ60 ألف طن، ويأتى ذلك ضمن بمشاريع الصوامع القومية، وكان للقوات المسلحة الدور الرئيس فى بناء المشروعات الكبرى بالمحافظة بقيادة الهيئة الهندسية وبخبرات فنية مصرية خالصة. فضلاً عن مشروعات الاستزراع السمكى والذى يعتمد اعتماداً كلياً على مياة قناة السويس فى سابقة أولية ؛ فى محاولة لتعظيم قيمة القناة، فهى ليست قناة لتحصيل الرسوم للسفن الماره فقط وإنما مشروع حقيقى استثمارى لوجيستى تطويري.
ومن ناحية أخرى نجد أن قيام الرئيس السيسى بتكليف الفريق مهاب مميش بتولى رئاسة الهيئة الاقتصادية لتنمية قناة السويس هو قرار استراتيجي، والغرض الرئيس منه هو تحويل هذه المنطقة لمركز عالمى واقتصادى ولوجيستى بطريقة تضمن لهذه المنطقة استراتيجيتها المستقلة. وفى تطور غير مسبوق حينما أقدمت القوات المسلحة وبرؤية اللواء ياسين طاهر لبناء الفندق العالمى على ضفاف القناة يمثل خطوة تعيد للإسماعيلية رونقها وللسياحة تميزها ، ومن ثم تجعل من القناة معبراً عالمياً بمعنى الكلمة، وتقفز بالتنمية تجاه الحدود الشرقية لمصر.