يبدو موال "آه لو لعبت يازهر" فى كلماته البسيطة معبرا بشكل أو بآخر عن شريحة كبيرة من المجتمع تبتعد كثيرا عن الإيجابية وتركن للكسل والاستسلام، فرمزية الدنيا المتمثلة فى الزهر الذى يتلاعب بصاحبه صعودا وهبوطا مكسبا وخسارة بالرغم من أنه بين أصابعه تمثل جانبا كبيرا من فكر المجموع ( grup think) فى مجتمع فقد الكثير من مفاهيمه وقيمه التى تربى ونشأ عليها، سواء الدينية أو الاجتماعية والتى تحض على العمل والاجتهاد والمشاركة الإيجابية فى المجتمع.
تلك المفاهيم الجديدة المتسمة بالسلبية والاتكالية نشأت عبر سنوات طويلة وإلحاح متكرر من الإعلام والمسلسلات والأفلام، التى لا تتحدث سوى بلغة المال الذى يأتى فى لمح البصر وبشكل سهل لا يعتمد قيم العمل والكفاح والإنتاج، كقيم أساسية لبلوغ الأهداف والارتقاء بالمستوى المادى والاجتماعى مما رسخ فى العقل الباطن لدى الكثير من أفراد المجتمع فكر الانتهازية والتسلق.. غير أن الأكثر تأثيرا وإلحاحا وغزوا للعقول..برامج المسابقات واليانصيب المتمثلة فى كلمة "اتصل الآن أو ابعت رسالة)، فقط مجرد اتصال لا يحمل معلومة أو رسالة تحمل رمز البلد بلا أى جهد أو إعمال للفكر يجعلك تحصل على مبلغ قد يصل لمليون دولار وأحيانا مليونين.. يبدو المبلغ ضخما للغاية بجانب ثمن الرسالة الذى لايتعدى قروشا قليلة..حلم ضخم يداعب أحلام البسطاء ويوقظ داخلهم رغبات مكبوتة تتحول مع كثرة التفكير فيها بإلحاح من تلك البرامج إلى وحش جائع يطلب الإشباع بأى صورة..فينعكس ذلك على المجتمع فى جرائم صادمة لاتُصدق..سببها أحلام اليقظة المستحيلة فى مقابل واقع مُر يعيشه أصحابه يوميا..
ما أريد قوله، هو أن مؤسسات الدولة والإعلام وصناع السينما عليهم إدراك ما يحدث الآن من خلل للبنية الاجتماعية الأصيلة لمجتمع "كان" متدينا وأخلاقيا فأصبح الدين عنده صورة فقط لا فعل، وأن يقاوموا ذلك بشتى الوسائل.. وعلى الجميع ألا ينخدع فحركة بسيطة بالزهر قد تجعلك فى أعلى السلم وحركة أخرى قد تهوى بك عند زيل الثعبان..لكن العمل الجاد والكفاح المستمر ثمرتهما أكيدة، والطريق المستقيم له نهاية واضحة، وحتما ستصل.. فلنترك الزهر إذاً ونبدأ العمل الجاد.