كاد الملل يقتل نسيم روحى فقررت أن أزجى الوقت أمام البحر مع قلمى وأوراقى، كان صوتُه قد جذَبَ إليه أذنى ورائحته التى تعبق بأريج الحب تسللت بين ثنايا رئتى، فسارعت الخطى نحوه ووقفت لبرهة مشدوهة أمام صفحته الزرقاء ورماله البيضاء، رحت أنصت فى صمت لسيمفونية أمواجه على أوتار صفحات الماء الأزرق.
ما كل هذا التناسق والدفء اللذان يبدوان على أديم صفحتك .. تتحرك أمواجك معا فى ترابط وتماسك ثم تهدأ كلها مرة واحدة ..
وفى عمق صفحتك كائنات متباينة فى أشكالها وألوانها وأحجامها.
غريب أن يحتوى عمقك كل هذا الاختلاف رغم أن أديم صفحتك دافئ متناسق لا اضطراب فيه ...
كذلك الحب.
فمن قال إن الحب ينصهر فى أعماق صفحته كل اختلاف بين المحبين ليصيرا نفسا واحدة، فكيف وهما ذاتين ولهما وجودين؟
فالحب لا يمحو الاختلاف بين المحبين بل يستوعبه، يجعله فى أعماق صفحته يحتويه، يحتضنه بين الحاء والباء .
وأما على صفحته وأديمه الصافى فيكمن الترابط والدفء .