يجوب عالمنا العربى الكبير بصراعات تسعى أطراف قوية فى الشرق الأوسط دوماً لتهدئتها، وتنجح هذه الأطراف فى صنع التهدئة بالفعل وتلعب باستمرار على عامل الزمن فى رجوع الأمور إلى ما كانت عليه، تاركةً المجال لكل أطراف الصراع فى البحث عن فرص بديلة لصراعهم .
نجاح هذه الأطراف فى صنع التهدئة يرجع لدراسة ومعرفة هذه الأطراف بالتكوين السيكولوجى لطبيعة شعوب المنطقة وكذلك طبيعة الفكر السياسى السائد فى عالمنا، هذا الأمر يُسهل كثيراً فى إيجاد الفرص التى من شأنها إزالة العكار والعودة بهذا الوطن الكبير لحالات الصفو والبناء .
لكن القوى ناشئة الصراع فى عالمنا العربى تتابع باستمرار الحالات الصراعية القائمة التى سبقت وأججتها وتحرص هذه القوى على استمرار حالات الفوران بين أطراف الصراع عن طريق الإثارة المستمرة للقلاقل وبث المعلومات الكاذبة التى تستعرضها على أنها حقائق مؤكدة قائمة يراه الجميع .
هذه الإثارة العارمة للقلاقل تجعل الأوضاع تزداد تعقيداً والفرص فى إيجاد الحلول تُصبحُ بعيدة المنال وقدرة أطراف التهدئة فى عالمنا العربى على نصب جسور الهدوء تضعف وتتكرس، وهو أمر بالغ الخطورة على عالمنا العربى .
لقد أصبحت مواجهة القلاقل وبث الشائعات والمعلومات غير الحقيقية أمراً بالغ الضرورة يجب التحرك نحوه حتى نستعيد تهدئة المنطقة وإيقاف الفوران الذى تصنعه القوى المعروفة للجميع بعالمنا العربى، وهو الأمر الذى نكتسب من خلفه إيقاف الصراعات والعودة للبناء والتطوير .