عاش السيد المسيح على الأرض صانع للخير محب للجميع رحيم يتمتع بالوداعة والهدوء والتواضع والصبر طول الأناه على الجميع، وهو ترك لنا مثالاً لكى نسلك فى ذات الطريق ولكن كيف نفعل ذلك فى عالم غابت عنه الفضيلة والقيم والمثل العليا؟!
ذات يوم كانت الجموع تلتف حول السيد المسيح لكى تتعلم منه، فقال لهم حينها تعلموا منى لأنى هادئ ومتواضع فتسكن الراحة بداخل قلوبكم، حتى وإن أحاطت بكم الكثير من المتاعب والهموم.
وفيما يلى سنتعرف على العديد من تلك الفضائل الهامة فى حياة السيد المسيح التى عاش بها على الأرض، والتى تريح قلوبنا ونفوسنا بمجرد السعى إلى تطبيقها.
الفضيلة الأولى: "المحبة" فقد كان السيد المسيح محباً للجميع لمن يستحق وأيضاً لمن لا يستحق تلك المحبة، فقد كان مثالاً حقيقياً للمحبة العملية الصادقة.
اجتمع السيد المسيح ذات يوماً بالجموع على الجبل ليقدم لهم بعض التعاليم الرائعة لحياة أفضل فقال لهم أحِبوا جميع الناس حتى من يسيء إليكم ويبغضكم، وقد قام الزعيم والسياسى الأمريكى مارتن لوثر كينج والحاصل على جائزة نوبل للسلام بتطبيق تلك الفضيلة وكانت تلك هى خلاصة تجربته فى إحدى مقولاته الشهيرة "المحبة هى القوة الوحيدة القادرة على أن تجعل عدوك صديق لك"، أيضاً يُذكر أنه كان هناك والياً فى الأمبراطورية الرومانية يدعى اريانوس متحجر القلب، قاسى المشاعر، مبتكر باستمرار لأساليب جديدة لتعذيب الآخرين، ولم يستمع لأحد قط حتى لزوجته وابنته وذات يوم قام البعض بتطبيق الحكمة التى تقول لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير، فلم يردوا شره بالمثل بل قدموا له المحبة وبقوة تلك المحبة العملية التى رأها من البعض قد تغيرت حياته من كائن وحشى إلى شخص وديع وهادئ. تلك المحبة التى قيل عنها إننا لا ينبغى أن نحب بالكلام أو اللسان فقط بل يجب أن نحب بـالعـمل.
الفضيله الثانية: "الحكمة" كان السيد المسيح يجلس وسَط المعلمين، وكل من يستمع إليه كان يندهش من فهمه وأجوبته، وقيد قيل عنه إنه كان يتقدم باستمرار فى الحكمة والقامة. كان فى حديثه كلام للمنفعة لم ينطق أبداً بأية كلمة لا تليق ولا تفيد،أيضاً كان لا يخاصم ولا يصيح ولا يعلو صوته فى الشارع، وعندما تأملت فى أحوال وأقوال الحكمه خرجت بتلك القاعده الهامه إليكم "إن هدوء الإنسان الداخلى هو مصنع كلام الحكمة" والسيد المسيح كان شخص هاديء يتمتع بالصبر وطول الأناه مع أخطاء تفكير الأخرين.
ونستكمل تباعاً العديد من الفضائل الاخرى فى حياة السيد المسيح، كى نتعلم منها العديد من الدروس الهامه لحياتنا والتى قد وضعتها تحت مسمى "مبادئ هامة لحياة سعيدة" فإلى اللقاء فى الجزء التالى.