كانت طفلة صغيرة تلهو بعرائسها وتتمنى أن تصبح فتاة كبيرة.
كانت تشاهد أفلام الأميرات وتحلم بيوم تصبح مثلهن ترتدى ذلك الفستان الجميل بلون عيونها وتذهب لحفلة يدعوها لها أمير وسيم يراقصها حتى تتعب وتدق الساعة 12 فتجرى ويجرى وراها، ولكنها تعود لبيتها سريعًا حتى لا تغضب عليها أمها.
كانوا يستهزئون بأحلامها يخبروها أنها تعيش فى مدينة فاضلة لا تنتمى للواقع
طالما كانت تحدثهم عن الحب والحياة عن العدالة والمساواة عن الأمل والأمان ولكنها كبرت وأصبحت فتاة جميلة مثلما حلمت أصبحت ترتدى الفساتين وتذهب للحفلات، كانت تحلم بالحب حتى تعثرت فيه فى لحظة جنونية أفقدتها توازنها وأعادتها للواقع ولكنها سلبت منها روحها.
سلبتها ضحكتها التى طالما ميزتها، سلبتها أحلامها الوردية، وسلبتها مدينتها الفاضلة أعادتها فتاة عادية تبكى الليل وتعيش الصباح بعيون مرهقة، عادت فتاة مشتتة لا تعلم ما هو الصح من الخطأ أكان الحب جُرم يعاقب عليه الله أكان الاستسلام للحب خطيئة ألهذه الدرجة قاسية هى الحياة؟!
صدق الناس وكذبت أحلامها ضاعت براءتها فى ليلة هوجاء نست فيها مبادئها أفكارها مدينتها الفاضلة، آمنت بذلك الذى اعتقدته فارسًا ولكن هيهات أكل رجل يقال عليه فارسًا!!
كانت محاربة من ذلك النوع الذى يرفض الاستسلام يرفض أن يقال عليه ضعيفًا، كانت من النوع المصلح ذلك النوع الذى يحاول إنقاذك بكل الطرق وإعادتك للطريق السليم.. أنقذته أبعدته عن كل سوء جعلت منه رجلاً صالحًا ولكن هناك دائمًا ذلك الجرح المخفى بداخل كل رجل مهما حاولنا لن نستطيع لمسه الذى يصبح مع الوقت وحشًا قاسى القلب ينتهز الفرصة للنيل من فريسته، لذا طالما كانت كلماته لاذعة، طالما كان يريد أن تسير الدنيا كما يريد فقط.. نسى أنها شرقية مثله تمامًا حرة الدم من أصول عريضة يحترمها الجميع ويقدرها، نسى أن من يمس كرامتها تدهسه وكأنه لم يكن نسى برغم كونها أنثى إلا أنها بمائة رجل، نسى أو ربما تناسى عمدًا وحاول المساس بتلك المنطقة المحرمة والتى طالما حذرته منها، حاول الدخول إليها بشتى الطرق، حاول كسر شرقيتها والاستهزاء بأحلامها حاول محو شخصيتها التى تكونت على يد امرأة قوية، نسى أن هناك أشياءً ما إن تلمسها لن تصبح الحياة بعدها كما كانت.
هناك كلمات كالسيف ما تخرج منك حتى تقتل تجرح وتظل حية للأبد تظل تتردد كلما سنحت الفرصة لها قتلها بكلماته وجعها بنظراته قسوته كانت تضاهى الليل برداً، نسى أنها حبيبته، نسى أن هناك أشياءً لن تغتفر ولن ينساها القلب أبداً.
اعتقدته فارسًا فى زمن خلا من الفرسان، فارتدت الفستان وذهبت لحفلتها ولكنه لم يأت ليراقصها ولكنه أتى ليبكيها ويعيدها لبيتها قبل أن يدق منتصف الليل ولكن بعيون باكية حتى اختلت موازين الحدوتة وأصبحت فى النهاية ملتوتة!