كل عام وكل الأمة الإسلامية بخير وسعادة دائمة، لقد عشنا خلال الأيام الماضية المباركة أوقات سعيدة مليئة بكل مشاعر الود والدفء والتسامح الدينى الحقيقى بين الناس.
ولعل الله سبحانه وتعالى له حكمته فى أن يأمر الناس القادرين من عباده بأضحية عيد الأضحى المبارك حتى يشعر الغنى بالفقير ويشعر الفقير بأنه لايعيش بمفرده بل يعيش فى مجتمع يؤمن إيمانا حقيقيا بنظرية التكافل الاجتماعى ولكنه فى هذه الفترة من كل عام تكافل اجتماعى إلهى بعيدا عن وزارة التضامن الاجتماعى، فتجد هناك روح إنسانية عظيمة تسود بين الناس فى تلك الأيام والجميع يسعى من تلقاء نفسه بدون أى ضغوط أو إعلانات تليفزيونية تتكلف ملايين الجنيهات إلى إرضاء البسطاء ومحاولة إضفاء روح البهجة والسعادة الحقيقية على وجوه الفقراء البسطاء الذين يبغون فقط أن يحيوا فى هذه الحياة التى تتعقد أمورها يوما بعد يوم حياة كريمة بسيطة لهم ولذويهم وهذه أبسط حقوقهم الإنسانية.
أسعد كثيرا عندما أجد الأطفال الصغار الذين يكلفون من قبل آبائهم بالمرور على منازل إخواننا وأخواتنا البسطاء لتوزيع الأضاحى تلك الروح الحميدة التى يجب أن نغرزها فى نفوس أولادنا الصغار حتى يظلوا دائما فى حالة شعور بالغير ويعلموا أن هذا واجب إنسانى عظيم يجب إتباعه دائما لكى تستمر دورة الحياة ويعم الخير والود بين الناس.
السؤال الذى يراودنى لماذا لا نجعل عامنا كله عيد أضحى؟
لابد لنا جميعا أن نحاول جاهدين على أن تستمر هذه الروح الجميلة بيننا، يجب علينا أن نشعر دائما بمشاكل البسطاء الغير قادرين، لا بد من تفعيل وزيادة دور الجمعيات الخيرية على أن يكون لها دور اجتماعى حقيقى فى جميع القرى والنجوع داخل مصر مع الاعتراف بوجود تلك الجمعيات فى بعض المدن والأماكن ولكن دورها ليس بالدور الفعال الذى من المفترض أن تكون عليه لضعف الإمكانيات والموارد المادية وأن يتم اختيار أفراد تلك الجمعيات بدقة شديدة والابتعاد عن الأفراد الذين يبغون فقط الشهرة والنرجسية وليس عمل الخير، هذه الجمعيات يجب أن تقوم ببحث اجتماعى حقيقى لمعرفة الأفراد مستحقى تلك المساعدات فى كل منطقة وتعمل على توفير كل احتياجاتهم طوال العام، لا بد من تطبيق نظرية التكافل الإجتماعى الحقيقى بين الناس وبعضهم البعض دون انتظار الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى فنحن جزء من الدولة ولا توجد أدنى مشكلة إذا خففنا عبء على الدولة وحكومتها.
السؤال الثانى أين الدور الحقيقى لرجال الأعمال؟
مصر بها رجال أعمال على أعلى مستوى من النجاح والقدرة على الإدارة وعلى كل رجل أعمال أن يعلم أنه كما استفاد من مصر وصنع اسمه من خلال مصر وحصل على تسهيلات كبيرة متمثلة فى قروض وأراضى وغيره من التسهيلات عليه أن يعلم بأنه عليه واجب تجاه ربه قبل أن يكون تجاه وطنه أعلم أن هناك رجال أعمال يفعلون خيرا كثيرا ولكن لابد لهم أن يعملوا بكل قوة على مساعدة البسطاء غير القادرين بكل ما أوتوا من قوة وأن يدققوا جيدا فى توجيه أعمالهم لعمل الخير بدلا من إنفاقها على أشياء أخرى غير مفيدة بغرض الشهرة والتفاخر حتى يبارك الله لهم فى أموالهم وفى أبناءهم، فعلى السادة رجال الأعمال أن يخصصوا قسم فى مؤسساتهم وشركاتهم يكون مختص بالتعاون والتواصل مع وزارة التضامن الاجتماعى والجمعيات الخيرية لمعرفة الحالات المطلوب مساعدتها وتقديم المساعدات الممكنة لهم فمن يريد عمل الخير عليه أن يبادر بفعل الخير دون الانتظار أن يطلب منه أحدا عمل ذلك، وعلى رجال الأعمال زيادة فرص العمل للشباب داخل مؤسساتهم حتى لو كانت تلك الفرص مستقطعة من جزء من أرباحهم ففرصة العمل الكريمة ستؤدى مباشرة إلى توفير دخل مادى يساعد هؤلاء الشباب فى أن يبدأوا حياتهم بداية جيدة تجعلهم لا يفكروا فى انتهاج وسائل أخرى تضر بالصالح العام للدولة.
التكافل الاجتماعى لو نجحنا فى تطبيقه سنجنى مكاسب عديدة فلو نظرنا إلى ارتفاع معدل الجريمة والعنف داخل مصر ستجد أن نسبة كبيرة من تلك الحوادث نتيجة الفقر وطلب الحاجة، فيوميا نشاهد على شاشات التلفاز ونقرأ فى الصحف المصرية عن جرائم حدثت بسبب خلافات مادية فإذا نجحنا سويا فى مساعدة إخواننا وأخواتنا البسطاء سننجح فى تخفيف معدل الجريمة وسننجح فى خلق حالة من الرضا والتسامح بين طوائف المجتمع المصرى.
كل عام ونحن جميعا بخير وسعادة وسيظل الشعب المصرى بتسامحه وتدينه قدوة لجميع شعوب المنطقة على مر الزمان.