حسبنا الله نعم الوكيل، فى كل العقول المتحجرة، والقلوب الميتة، والسرائر المعتمة، والأفكار المتعفنة، وفى كل حالات الجهل والتخلف، والضغائن، والأحقاد، والتشاحن، والتقاتل، والتغابن، والتحارش، والتنابذ التى نعيش فيها، رغم التقدم العلمى والاقتصادى الذى يملأ الكون من حولنا، ورغم قوة حضور الدين، وكثرة الدعاة، وكثرة انتشار المساجد والكنائس، إلا أننا لا زلنا نشهد قلوب بعض الآباء والأمهات، وقد أصبحت محلاً للقسوة بدلاً من الرحمة على أبنائهم، ولا زلنا نرى أيدى بعض الآباء والأمهات تمتد على فلذات أكبادهم بالضرب، والحرق، والخنق، وكأن البيوت تحولت إلى معسكرات تعذيب والوالدين إلى جلادين.
بالأمس القريب استيقظنا على جرائم بشعة، افترس فيها الأب أقرب الناس إليه وبقلب بارد يغرق طفليه فى مياه الترعة بمحافظة الدقهلية، وأم تكرر نفس الجريمة فى محافظة المنيا وتلقى بطفليها أحدهما رضيع دون أن ينتفض قلبها، ولا زلنا نقتل بعضنا بعضا"، ونشهر السلاح فى وجوه أبنائنا، وأشقائنا، وأبناء عمومتنا، وجيراننا، وأخوتنا فى الدين، وفى الوطن، وفى الرضاعة، لنقتلهم غدرا"، وتشفيا"، وانتقاما"، وغلا"، مبررين جرائمنا البشعة تارة باسم الدين، وتارة بحجة الثأر، وتارة من أجل السرقة، وتارة من أجل الميراث، وتارة من أجل الشهوة، وتارة من أجل متاع الدنيا الزائل، ترى ماذا حدث لنا؟!، حسبنا الله ونعم الوكيل !