لو سأل أحدنا نفسه: إلى أى حد تمثل بعض المسلسلات التليفزيونية التى تعرض من خلال الشاشات المصريه واقع المجتمع الصعيدى، لفاجأته الإجابة، وجعلته يطرح سؤالاً جديداً مفاده: عمن يكتب مؤلفى هذه المسلسلات؟! وعمن يتحدث هؤلاء المخرجون؟!.. أعن مجتمع الصعيد؟! أم عن مجتمع آخر فى كوكب آخر؟!
إذا استعرضنا بعض المسلسلات الصعيدية التى تعرض لوجدنا أحداثاً غريبة وجرائم عجيبة، وشذوذاً أخلاقياً، وانحرافات بشعة، مع جرعة من الميوعة والخلاعه لاستجلاب النجاح الرخيص !
وإذا دقق أحدنا فى تفاصيل بعض الأعمال، لهاله ما يرى، فهل نحن حقاً مجتمع فاسد ومفسد، يغلب عليه طبائع الانحراف والتنكيل والانتقام وجرائم القتل والخطف وتجارة الآثار والسلاح والمخدرات؟!.. وهل مدن الصعيد وقراه وأحياء الفقر فيه تغيب عنها القيم الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية، أم أنها منبت الكادحين فى الأرض والرجال الأشداء، والمتفوقين فى الحياة، الذين يبنون حياتهم ومستقبلهم بالكد والكدح وعرق الجبين، ترى هل هذا المجتمع هو ما تعبر عنه بعض المسلسلات الاجتماعية أم ما نشاهده مجرد فانتازيا اجتماعية شاذة وغريبة ومتخيلة تحاول دون أن تدرى تعميم الشذوذ والانحراف والفساد على الجميع؟!
لا شك أن مجتمع الصعيد كأى مجتمع لا يخلو من العيوب والسلبيات، ولكن هل بعض المسلسلات الاجتماعية التى نشاهدها الآن تعبر عنه تعبير حقيقى؟!
سؤال نضعه أمام بعض المنتجين والمخرجين وكتاب (التوليفات) التليفزيونية، ونرجو أن يتمعنوا فيه جيداً وأن يرفعوا أيديهم عن أهل الصعيد وأن يفهموا الرسالة !