مصر دولة الحضارات وستظل بما لديها من رجال أوفياء قاموا خلال فترة وجيزة بتنفيذ العديد من المشروعات الضخمة التى ستغير المظهر الحضارى للبلاد بشكل جذرى، وقد تمثلت فى تطوير مشروعات البنية الأساسية والطرق والكبارى، بالإضافة إلى مشروعات الإسكان التى يتم إقامتها بشتى أنحاء الجمهورية والتى ساهمت وستساهم فى حل الأزمة السكانية التى ظلت تمثل مشكلة مزمنة على مدار السنوات الماضية، أضف إلى ذلك المظهر الحضارى التى تتميز به المدن الجديدة التى يتم إقامتها.. ولكن ما يحزننا قيام بعض المسئولين بالمدن الجديدة بإلقاء الغبار على هذه الإنجازات التى نفذتها وتنفذها الدولة، من حيث عدم توفير الخدمات لتلك المدن عقب إعمارها بالسكان.. فعلى سبيل المثال لا الحصر يوجد مشاكل عديدة بمشروع الإسكان الإجتماعى فى الـ79 عمارة الواقعة بالتجمع الثالث بمدينة القاهرة الجديدة التى يكاد أن تنعدم فيه الخدمات والذى ظهر جلياً عند سقوط بعض الأمطار خلال فصل الشتاء الماضى، حيث سقط مسئولو جهاز المدينة فى "شبر ميه" وقد تجلت هذه العيوب خلال الأيام الماضية رغم حداثة المدينة، حيث تمثلت فى حدوث أعطال بأعمدة الإنارة الموجودة بالمدينة ورغم الشكاوى العديدة لشركة الكهرباء لم يحرك ساكناً، وأصبحت الأماكن التى يسودها الظلام مأوى للكلاب الضالة والأشخاص الذين يقومون بأفعال منافية للآداب العامة والتى تقترب من الأفعال الإجرامية مما يعرض سكان المنطقة لأشياء لا يحمد عقباها، كما يوجد سوق تجارى أغلب محلاته مهجورة وما تم استغلاله منها عبارة عن كافيهات ومخازن لا تخدم المنطقة فى شىء، أضف إلى ذلك مشاكل الصرف الصحى التى لا تنقطع والبالوعات المفتوحة بالشوارع وانتشار الكلاب الضالة والقوارض والحشرات الطائرة والزاحفة مما يعرض حياة الأطفال الصغار للخطر، بالإضافة إلى عدم وجود مدارس قريبة أو وحدات صحية تخدم السكان رغم وجود مساحة أرض شاسعة يمكن استغلالها فى إقامة هذه المشروعات؛ ناهيك عن التلوث البيئى الذى يطل علينا بصفة شبه أسبوعية والناتج عن حرق مقلب القمامة الواقع أمام المدينة بطريق العين السخنة والذى يتسبب فى إحداث شبورة هائلة تغطى أرجاء المنطقة تكمم أفواه الصغير والكبير ولا مفر منها، ومن هنا نطالب كل مسئول بتحمل مسئوليته وعمل وقفة مع النفس حتى يعلوا البناء وتستقيم الأمور ونسموا بالشأن المصرى.