ريمون ميشيل يكتب: فضائل من حياة السيد المسيح "5"

كنا قد انتهينا سابقاً من التأمل فى ثمانية فضائل من حياة السيد المسيح، فهيا بنا لنستكمل سويا الجزء الخامس من تلك السلسلة. الفضيله التاسعة: "القيادة الفعالة والقدوة الصالحة " القائد الناجح والقدوة الصالحة هو شخص تظل تعاليمه قائمة وباقية مهما مر عليها الزمن ، فهذا يدل على إنه كان قدوة صالحة بالفعل. القديس بولس الرسول، وهو واحد ممن تعلموا الكثير من حياة السيد المسيح، قام بتوجيه رسالة إلة تلميذه الشاب صغير السن تيموثاوس، لكى يعمل بها ويُعَلِمها فخاطبه قائلاً: كن قدوه للآخرين فى كلامك وفى سلوكك أيضاً، فنحن بحاجة إلى القدوة الصالحة أكثر من احتياجنا للكلام الحسن فقط، فالناس ترى أفعال أكثر مما تستمع إلى أقوال، فإن كنت واعظ أو خطيب ولم تكن تصرفاتك مماثلة لأقوالك، فقد صارت كلماتك كالبخار الذى يختفى سريعاً دون أن يترك أية أثر. كما أوصى أيضاً تلميذه الشاب تيطس قائلاً له: قدم نفسك فى كل شىء قدوة للأعمال الصالحة، فكن عظة حقيقية بأعمالك الحقيقية الصالحة أكثر من كلامك المُرتَب الجميل، كما أنه طلب من أهل كورنثوس قائلاً: انظروا إلى كيف أنى سلكت كما تعلمت من السيد المسيح، فكونوا متمثلين بى كما أنا أيضاً بالسيد المسيح قد تمَثَلت. والسيد المسيح كان مثالاً للقيادة الناجحة والقدوة الصالحة فى جميع أعماله، فهو كان يعمل أعمال صالحة أولاً ثم ينادي بها ويُعلمها أخيراً، وهذا نادراً ما أجده فقد صدق قول سليمان الحكيم، حين قال أكثر الناس ينادون كل واحد بصلاحه أما الرجل الأمين من يجده؟ وبالتأمل فى بعض المواقف من حياة السيد المسيح ومحاكاتها بمبادئ وأصول القياده الفعاله وجدته قد تمتع بها جميعاَ، فهو قد وضع لنا مثالاً وقدوة صالحة لكى نسلك على نهجه، وإليكم بعض المواقف القيادية من حياة السيد المسيح: أولاً: القيادة الفعالة تتطلب القدرة على التأثير فى الآخرين، وقد كانت تلك من الصفات المتأصلة فى شخصية السيد المسيح، فقد كانت الجموع باستمرار تحتشد من حوله لكى تتعلم منه المزيد لأنهم كانوا يثقوا به، وذات يوم وعندما حان الوقت لانتهاء خدمة السيد المسيح على الأرض اجتمع بتلاميذه وقال لهم: أكملوا مسيرتي واذهبوا إلى الآخرين وعلموهم ما قد تعلمتموه وما أوصيتكم به، وكل من يفعل ذلك يصير رائحة السيد المسيح الذكية، تماماً كالعطر الذى تفوح رائحته الطيبة وتنتشر بين جميع المتواجدين. ثانيا: القائد الناجح والفعال يخدم الجميع، وهذا يعد من الفروق الجوهرية، والتى تميز القائد عن المدير الذى يأمر وينهى دون نقاش أو جدال، أراد السيد المسيح أن يُعَلِم تلاميذه ذلك المبدأ فجمعهم وعَلَمَهُم قائلاً: من أراد أن يكون عظيماً فيكم فليكن خادماً للكل، وأعمال الخدمة تعَد من لغات الحب الخمس، والتي تصنَع الألفة والمحبة بين الأفراد، وقد كُتب عنه إنه كان يجول يصنع خيراً مع الجميع. ومن الصفات الأخرى للقيادة الناجحة أيضاً التخطيط الجيد والدقة والنشاط والشعور بالآخر، والكثير من الأمور الهامة التى سنتناولها تباعاً في سلسلة فضائل من حياة السيد المسيح فإلي اللقاء فى الجزء السادس.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;