يوسف اسحق يكتب جزء أصيل من نسيج الأمة

بعد انتهاء مُلك إخناتون والذى نادى بالتوحيد فى مصر القديمة ، رجع المصريون لممارساتهم التقليدية القديمة وتعدد الآلهة ، ولكن ظلت عقيدة التوحيد راسخة فى نفوس بعض المصريين حتى منتصف القرن الاول الميلادى ومجيء القديس مرقس كاروز الديار المصرية وأول من بشر مصر بالمسيحية ، قاصداً الاسكندرية عاصمة العالم الثقافية حينذاك ، فالتقى بأحد هؤلاءالقوم الذين ظلت عقيدة التوحيد تحكم ضمائرهم وهو رجل إسكافى يدعى "إنيانوس" الذى صار تلميذا له وتحول بيته لكنيسة تعد من أولى كنائس مصر، وهى الآن الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية . هذا مختصر وجيز عن بداية الكنيسة بمصر ، أما عن الكنيسة من الداخل فهى كنيسة فريدة استمدت قوانينها وترتيبها من الأولين ، لم يطرأ عليها أى تغيير منذ نشأتها ولَم تندمج مع كنائس أخرى تخالف الإيمان المستقيم ، كنيسة عمادها الأسرار ، والسر هو تلك القوة الإلهية الكامنة التى تُمنح لمن يمارسون طقوسها عن إيمان ويقين . فلقد لقنت أبناءها تعاليمها وعقائدها وطقوسها فحفروها على جدار قلوبهم ودونوها فى أفئدتهم وامسوا حساسون ضد أى تغير! فلقد حرصت كنيسة مصر ان تستهل صلواتها بالشكر دائماً ابدا، حتى ان الصلاة على الموتى وايضا فى أشد الأزمات التى تمر بها بالشكر لله ليكون الطقس الثابت لبداية أى أمر هوالشكر. رتبت الكنيسة أيضاً أن يكون من بين صلواتها الصلاة من أجل من رحلوا إلى العالم الآخر، فكل منا له ميت تحت التراب يدعوا له بالرحمة والمغفرة ولذويه بالعزاء والصبر. جعلت الكنيسة من أولوياتها الصلاة من أجل مرضى كل العالم بمختلف طوائفهم ، أقباط ومسلمين ، خليقته بطول الأرض وعرضها وكل الشعب شرقاً وغرباً ، تدعوا الله أن يمنح الشفاء للذين أبطأوا مطروحين على فراش المرض ليستردوا عافيتهم سريعاً. من صلواتها أيضا ، الصلاة من أجل الذين يضمرون السفر وينون الرحيل بمختلف الطرق ، براً وبحراً، وجواً لكى تُمهد طرقهم جميعاً ليعودوا لمنازلهم سالمين غانمين معافين البدنوالروح . هذا عن الصلاة من أجل البشر وممارساتهم ، لننتقل لمقام آخر وهى الصلاة من اجل الزروع وثمار الأرض لتحل البركة وتأتى بالثمر الوفير من أجل الأرملة والفقير والغريب والضيف ومن اجلنا كلنا الذين نطلب اسمه القدوس. تطلب من الله من أجل اعتدال الهواء ومن أجل مياه النهر "نيل مصر باركه" تبتهل لله ليحفظ رئيس البلاد فى صلاة خاصة له تسمى "أوشية الرئيس" ليحفظه الله بسلام وعدل وجبروت لتخضع له كل أمة تريد الحرب والجنود أيضاً تطلب لهم النصرة والرفعة والمجد . وأخيرا تصلى من أجل أن نكون كلنا لنا وحدانية القلب وأن تمنح السلام للعالم اجمع . وأقباط مصر هم من تربوا على تعاليمها التى هى من تعاليم السيد المسيح رأس الكنيسة والذى أعطى الطوبى لصانعى السلام ولأنقياء القلب وأوصى بالمحبة لكل أحد كنيسة مصر كنيسة رفيعة المقام ، محفوظة بأمر الله .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;