داعب شعاع الشمس جفونه المتكاسلة من أثر نوم البارحة، استيقظ مبتسما مصليا وداعيا ألا ليت اليوم يصير مربحا، خرج من بيته مودعا أهله مستودعا إياهم لبارئهم و خالقهم .
فليسعى مسميا بسم الله أنى اليوم متوكلا، سار قليلا فوجد صراخا من امرأة عجوز تشير إلى آدمى على دراجته مسرعا وفى يديه حقيبة العجوز التى تصرخ من أجلها، جرى خلفه مناديا أن أقبل أيها الكائن غير الآدمى، نظر حوله متسائلا هل من معاون، لم يجد معاونا وهرب اللا آدمى وهو ينظر إليه ساخرا وحال لسانه يقول أو ما زال يوجد شخص ساذجا.
سار صديقنا بعيدا متعجبا، إنه صباح غير مبشر، سمع شجارا عاليا يخلو من أى تأدب، ها هما يتشاجران ويتصارعان أمام مركبتيهما المتصادمة، ضربات متتالية وسباب بالألفاظ النابية، أيستحق هذا الجماد صراعا عاتيا؟! اقترب منهما موحدا بالذى خلقهما وطالب منهما أن يهدأوا، ففوجئ بلكمة فى عينيه أسقطته مغشيا، فتح عينيه بعد ساعة على صوت طفل متشردا، تساءل صديقنا مستنكرا أتركنى القوم بعد أن كنت منقذا ؟! ضحك المتشرد ساخرا، أتعجب من تركك وحيدا ولا تعجب من تركى شريدا!
أخذ صاحبنا الشريد ليصير له رفيقا، سارا معا عبر الطريق المزدحم والجميع ينظر إليهما متقززا، أعطى الشريد طعاما فتمنع وتساءل ما فائدة الحياة وأنا فيها ذليلا! أجابه صديقنا أنه أنت لست ذليلا بل الذليل هو من لا يعرف كيف يكون إنسان.