الثورة العلمية المتمثلة فيما يسمى بالتكنولوجيا الحديثة أثرت كثيرا فى حياة الإنسان وأصبحت مقياسا للتقدم الذى وصلت إليه العقول البشرية الفذة، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن اختراع آلة تكنولوجية متطورة أو أكثر تطورا وذكاء من سابقاتها، بل أصبح كل فرد لايستطيع ان يستغنى عن استخدام التكنولوجيا سواء فى حياته العلمية أو حياته العمليه لأنه سوف يفقد الكثير بفقدان أدوات وأشكال التكنولوجيا التى لها تأثيراتٌ كثيرةٌ على المجتمع بكافة أفراده وفئاته، ولا شكّ أنّ التّأثيرات هذه تنقسمُ ما بين تأثيراتٍ إيجابيةٍ وسلبيّة؛ حيثُ يرجعُ أثرها للكيفية التى نستخدمها بها ف بتنا كل يوم نشهد تطوراً جديداً وإصداراً حديثا من الهواتف النقالة والذكية، فى محاولة من الشركات المتنافسة على تلبية رغبات المستخدمين والحصول على أكبر حصة من الأسواق،ولكن تلك الهواتف برغم أنها فى غاية التقدم إلا أن هناك مشكلة كبيرة وقع بها العالم أجمع ألا وأنها أفقدتنا حياتنا الاجتماعية.
التكنولوجيا..تلك الكلمه كثيرة الحروف وكثيرة الاستخدامات والتى أضحت اليوم الشغل الشاغل للأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية، بل إن الأمر تجاوز هذا الحد بكثير حتى أصبحت التكنولوجيا هوساً لشريحة كبيرة من أفراد المجتمع لايستطيعون الاستغناء عنها لا فى سفر ولا مرض ولا تحت أى تأثير فالتكنولوجيا أثّرت على علاقاتهم الاجتماعية بلا وعى .حيث أنها قضت بشكل نهائى على حرية التبادل الفكرى والروحى والعقلى بين أفراد المجتمع والأسرة الواحدة، لذلك فإننا نرى البرود وقلة الترابط الأسرى قد تسلل بوضوح الى أسرنا العربية فقل جلوس الأبناء مع أهاليهم وكثر انشغالهم بتكنولوجيا باتت هى المسيطره عليهم.
ومن جانب آخر فإن التكنولوجيا حرمت الكثيرين من تلك الحميمية والود المتبادل فى الكثير من المناسبات الاجتماعية وغيرها كما وأنها قضت على القدرات العقلية وذادت نسبة القتل والادمان والبطالة والامراض ف الى متى؟؟ للاسف هناك غياب تام او شبه تام للبرامج العلمية والتكنولوجية فى اجهزة الاعلام التى يمكن ان تلعب دورا بالغ الاهمية فى نشر ثقافة العلم والتكنولوجيا من جانب وتوضيح فوائدها ومضارها من جانب آخر، وايضا تقع على عاتقها مسؤلية تخليص العلوم وتحريرها من سيطرة القوى الربحية ومتابعة قضايا مهمة مثل الاستنساخ وصد التكنولوجيا من تدمير البيئة والحيلولة دون انعكاساتها الضارة على البشر وتصديعها للحياة الاجتماعية.