حفنى عبد العزيز خليفة يكتب: كم كان يوما

كم كان يـوما مشرقا وجميلا * كم كان حقا رائعا ونبيلا أنشودة الشـعب الأبى تبدلت * رعدا وصار بريقها فنديلا أرض الكنانـة لا تدوم لغاصب * ولتسألوا التاريخ والتسجيلا ولتسـألوا قمم الجبال وها هنا * فلتسألوا أهرامكم والنيلا من عهد أحمس والشواهد تزدهي*والسادس المشهود جاء دليلا زعم العدو بغير حق أنـه * أهل القرار وأَسْرف التعليلا وعلى القناة أقام أضـخم ساتر * وأقام حصنا مانعا وطويلا ومن العتاد أقام خط مدافع * وأذاع لن تجدوا لها تحليلا وأشاع فى كل المحافل أننا * لن نستطيع إلى المرام وصولا بل أننا لن نستطيع بجيشنا * للحرب يوما أن ندق طبـولا وغدا بكل بيانـه متغطرسا * بالزور والبهتان ِكان عليلا متيقنا أن الأسـود قد انزوت * قيد السلاسل آثروا التنكيلا قالوا لكل رفاقهم لن تسـمعوا * للقاء أرباب السيوف صليلا وإذا بصوت الحق يأتى صارما * والليل لملم ثوبه ليزولا وبحكمة جاء البيان مدويا * عبر الأثير على المدى منـقولا أعطى الجسور إلى الجنود قراره * فغدا الأزيز يعانق التهليلا هجم الأسود على العدا بضراوة * جوا وبـرا بددوا التهويلا وزوارق الشجعان فوق مياهنا * سبحت وبات عدونا مذهولا وتوحدت عبر الصفوف قلوبنا * وبياننا قد عانق الإنجيلا بعزيمة الإصرار صار شعارنا * الموت دون الأرض كان قليلا وتحققت فوق الثرى أحلامنا * بدمـاء شـعب لم يـجد تحويـلا لما عبرنا والجنود قد انحنـت * فوق الرمـال تزيدها تقبيلا وتحقق الأمل العظيم لجيشنا * للنصـر يبقى قائدا وسليلا كم ظل فى كل القلوب ولم يزل * القدس بين جوانحى مأمولا