ريمون ميشيل يكتب: فضائل من حياة السيد المسيح

ذكرنا سابقاً إثنا عشر فضيلة من حياة السيد المسيح ونستكمل اليوم تباعاً الجزء الثامن من تلك السلسلة. الفضيلة الثالثة عشر: "البشاشة والفرح"، إن بشاشة الوجه ما هى إلا مِرآة لحالة القلب الداخلية، فقد قال الحكيم سليمان إن القلب الفرحان يجعل الوجة طلِقاً، منذ أن خلق اللة الإنسان وهو يُريدة أن يُصبح فى حالة دائمة من السعادة والفرح، فقد خلَق اللة الإنسان فى جنة عدن وكلمة عدن فى اللغة العبرية تُعنى السرور والبهجة. وبالتأمل فى حياة السيد المسيح على الأرض وربط الأحداث لمشاهدة الصورة كاملة قد وجدت أنة عند ميلاده قد ظهر الملاك للرعاة وبشرهم قائلاً، هناك فرح عظيم سيكون لجميع الشعب فقد وُلد لكم اليوم السيد المسيح فى بيت لحم، وكانت أول معجزة قد فعلها السيد المسيح أثناء حضوره لفرح فى مدينة قانا الجليل لمشاركة الناس فى فرحتهم، وكان أول ظهوره لتلاميذه قد كُتِب عنة ففرحوا التلاميذ عندما رأوا السيد المسيح بعدما كانوا خائفين، وتلك الأحداث هى براهين وأدلة على تمتُع شخصية السيد المسيح بحالة من البهجة والفرح وقد كان ينشُرهم باستمرار فى من حوله. فى موعظة السيد المسيح على الجبل قال للجموع عيشوا فى حالة من الفرح والبهجة فى حياتكم وتهللوا حتى وإن كنتم على الأرض مساكين ومُكتفين بما عندكم، وذلك لأنة هناك حياة أخرى أفضل ستحيون فيها للأبد بعد انتهاء أيامكم القليلة المعدودة التى تعيشونها على الأرض، وإن رأيتم غنى سعيد وفَرِح بغِناه وكثرة ممتلكاته وكان هذا هو كل اهتمامه فى الحياة فإن فرحة الوقتى سيتحول لاحقاً إلى بكاء وندم بلا منفعة، ذات يوم قام السيد المسيح باختيار سبعين فرداً ليرسلهم إلى أماكن متفرقة لكى يبشروا الناس برسالة السلام والمحبة والفرح فأرسلهم فى نظام اثنين اثنين وفعلوا تماماً كما أمرهم ثم رآهم عند عودتهم قد رجعوا فَرِحين فقال لهم افرحوا أيضاً لأن أسمائِكم قد كُتِبت فى السماء، وهنا نربط بين فضيلتين قد استخدمهم السيد المسيح وهما فضيلة الفرح وفضيلة النظام، نذكُر أخيراً إنه بينما كان السيد المسيح يُلقى بعض من تعاليمه المميزة على الشعب كانت هناك امرأة تُعانى من انحناء فى الظهر لمدة ثمانية عشر عاماً، فعندما رآها السيد المسيح وضع يده عليها وساعدها حتى أتم شفاءها بالكامل، وحينها قد كُتِب أيضاً أن جميع المتواجدين هناك قد فرحوا وابتهجوا بسبب الأعمال العظيمة التى كان يفعلها السيد المسيح. الشخص البشوش يستطيع أن ينشر الكثير من البهجة والفرح فى نفوس الأخرين وبتواجده يُنسى الناس أحزانهم ومتاعبهم الكثيرة، وهو تماماً ما قد فعله السيد المسيح فى كل مكان كان يذهب إليه، كان قداسة البابا شنودة الثالث يطلب فى صلاته باستمرار تلك الفضيلة ويقول يا رب زدنى بشاشة لكى اُشبة السيد المسيح حتى منحها اللة إلى قداسته فصار فرِحاً بشوشاً، والبشاشة والفرح لا يأتيان من قلب فارغ وإنما هم حصيلة لعدة صفات اُخرى كالهدوء والسلام النفسى والإيجابية والنظام وتقديم الخير للأخرين، تذَكَر أيضاً قول الرسول بولس الى أهل تسالونيكى حين قال لهم افرحوا كل حين، فدرب نفسك باستمرار على التمتع بتلك الفضائل والتى ستجعلك أكثر قدرة على مواجهة الحياة والتمتع بها، إلى أن ألتقى بكم مرة اُخرى فى جُزءٍ جديد اترككم فى رعاية القدير، فإلى اللقاء.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;