تستلِذُ الروحُ بالموسيقى
فتنسُجْ أصابعى البارعة
ألحاناً عذبة
تضعُنى فى فُقاعةٍ
لأدورَ فيها فى الفضاء الواسع
أعزف... وأعزف
حتى تملأُنى الذاكرة
ذاكرةٌ مأهولة بشتّى ألوان
الفرح...والحبّ...الأسى...والحزن
تُعششُ فى أعماقِي
ماءُها سلسبيل يجرى فى أوردتي
ثُمّ ينحرِفْ عن مسارِه
لِيستَقرّ فى قلبي
وأنا لا زلتُ أعزِف
كطفلٍ يشتهى حلوة مركونة على أحد
الرفوفِ فى الدُكان ولم يبلُغ مُرادَه
أو كطائرِ البلبل الذى يشتَهى سماع صوتِهِ
غيرَ انّهُ أصّم
أو وردة عطشى تنتظِر قطراتُ ماءٍ ترويها
فتسقُطُ القطراتُ مُتمايلة
لِتتكبّل قبلَ أن ترتطم بالأرض
أو كإمرأة عجوز تنظُر فى المرآه
وتقول لها:
يا مرايتي...يا مرايتي
لِتُخبرها أنها لا زالتْ أجمل نساء الكون
لِأعود من جديد
تخشَعُ أنامُلى المضرجَة بِالحماسَة
وأعود أستلذ بالموسيقى
لأنفث زَفراتِ الحبّ معها