لم تنعم أراضينا العربية بالسلام، كلما حركنا العجلة قليلاً للأمام وجدنا جداراً ضخماً نصطدم به فيعيدنا إلى ما وراء نقطة الصفر، ونعيد الكرة مرارا وتكراراً والجدار يصبح نافذة وتفتح لنا وتشرق شمس الأمل ونخرج من كوكب الاحتلال الذى وضعنا فيه الغرب طامعين فى ثروات العرب ومواردهم الطبيعية تمركز الاحتلال فى أرضينا ورسم الحدود والطرق وإغلاق الأبواب على المواطنين، وقرروا الاحتلال بشكل أو آخر، وما بين الحاضر والماضى لن يفارق الغرب خيالهم ويحاولون دائماً فى استعمارنا، ومن رئيس إلى رئيس كل ما يفرق هو تجدد إشكالية الخطة فى احتلال العالم العربى بعد أن حررت الدول العربية من الاستعمارات بداية من مصر عام 1952 من الاستعمار الإنجليزى حتى الجزائر من الاستعمار الفرنسى وسميت ببلد المليون شهيد، وبرغم خروجهم إلا أن عيونهم لم تغفل عن العرب، فاستخدم الغرب الحيل العديدة التى تساعد فى اصطياد الهدف "وهو تفكيكك الدول العربية" وتحويلها إلى دويلات صغيرة، حتى لا تستطيع المقاومة وبطريقة أخرى تعمل على مساعدات مادية وعسكرية لبعض الدول العربية لفرض الهيمنة والسيادة والتدخل فى شئون تلك البلاد، وإلا ستمنع المعونة على الرغم تلك البلاد ومواردها التى تأخذها أكثر من المعونات بأضعاف الأضعاف، فى النهاية يصلون لغاياتهم احتلال غير صريح وغير مصرح به، ولذلك تتوحد هذه الجهات لتخوض حروبا شرسة على الدول العربية.
تكتلات القوى السياسية كانت قادرة على تحرير العالم العربى بأكمله، ولكن ما الشيء الذى أخافهم من التقدم كارثة حقيقية، على رغم ما زالت أطماع الغرب تستمر على الدول العربية بعد ظهور الذهب الأسود ويحاولون تجديد الاستعمار.
يدعمون الإهابيين بالسلاح يدعون أنفسهم بالمعارضة يقاتلون فى البلاد العربية حتى أطاحَ ببعض البلاد، أدواتهم هى الإعلام الإرهابى فى وقت المعارضين يعارضون النظام هم يسرقون ثروات البلاد باسم الديمقراطية، يواجه العقل العربى اليوم بشبكات معقَّدة من الإعلام احتلال مُركَّب بمؤثرات ومعلومات إرهابية، هذه الجهود الجبارة تخضع لأنظمة سياسية تقودها أجهزة ومؤسسات تابعة للدول العظمى وهذا ما يدعى بالاستعمار الفكرى للعرب فى الحاضر
هؤلاء لهم أحاديث انفصامية وهى التناقضات الفلسفية نحو التدعى بالديمقراطية الصافية وفى نفس الوقت تبرز أيضا عجز العقل عن وضع نظام للحياة يرقى بالسلوك البشرى المستقل، إن الاستعمار يجرى فى شرايين الحضارة الغربية. فإذا كانت الرأسمالية هى روح هذه الحضارة، فالاستعمار هو قلبها النابض، وأمريكا هى رائد فى هذه العقيدة الجديدة فى الاستعمار الغربى، مستخدمة أساليب جديدة للغزو والاحتلال، مع تأكيد على العمليات السرية، والاستعباد الاقتصادى والمكائد السياسية.
يعلو سقف الاحتمالات الى أين سنصل؟ وماذا نحن فاعلون؟